مازالت مسألة اغتيال المناضل النقابي والوطني شكري بلعيد تلقي بظلالها على جهة جندوبة حيث يتواصل لليوم الثاني على التوالي الحراك الشعبي احتجاجا على هذه الجريمة النكراء التي أثارت جدلا واسعا. بداية أحداث اليوم الثاني من عملية الاغتيال الأستاذ شكري بلعيد كانت بعقد اجتماع طارئ للأحزاب والمنظمات والجمعيات خرجت فيه بجملة من القرارات تمت تلاوتها على الحضور الذي عج به مقر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة .واكدت الأحزاب بالجهة في البيان الذي اصدرته « أمام جريمة الاغتيال السياسي التي طالت أحد أبرز رموز الحركة الوطنية والديمقراطية المناضل الوطني الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وأحد قياديي الجبهة الشعبية الأخ شكري بلعيد فإننا نحن قوى سياسية ومنظمات المجتمع المدني المناضل نسجل ما يلي: اعتبارنا أن اغتيال المناضل الوطني السياسي شكري بلعيد يتجاوز شخص الشهيد الفقيد ليستهدف الشعب بغية ترهيبه وإخضاعه وتدجين القوى التقدمية المطالبة بالحرية والكرامة إن هذه الجريمة تندرج ضمن مسلسل الإرهاب المنظم ومحاولة خنق حرية الفكر والتعبير .
وحمل البيان الحكومة المسؤولية الكاملة عن حدوث هذه الجريمة النكراء وعبر عن شجبه لتقاعس وزارة الداخلية في حماية المواطنين والمناضلين السياسيين، كما عبر عن الرفض الشديد للخطاب التحريضي العدائي المؤسس للعنف والإقصاء والتصفية ,ويطالب البيان بالإيقاف الفوري للجناة وتقديمهم للمحاكمة وكشف ملابسات الجريمة وحل رابطات حماية الثورة ,ودعا البيان الى استقالة الحكومة فورا ومطالبة المجلس الوطني التأسيسي بتحمل مسؤولياته التاريخية .
مسيرة حاشدة
انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة مسيرة حاشدة وجابت شوارع المدينة رغم نزول الأمطار الغزيرة فإنها لم تثن المحتجين من التعبير عن غضبهم ومواصلة المسيرة .
وتوقفت المسيرة لحظات أمام مقر ولاية جندوبة حيث اقتحم المحتجون المقر دون تسجيل اعتداءات أو تخريب وداخل ساحة الولاية رفع المحتجون عدة شعارات على نحو«يا شكري يا شهيد على دربك لن نحيد» و«يا شكري لا تهتم الحرية تفدى بالدم» و«خبز وماء والنهضة لا» و«يا بلعيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح». هذا وتواصلت المسيرة لتجوب مختلف شوارع المدينة وتتوقف بين الحين والآخر وترفع الشعارات وتلقى الخطب دون تسجيل أي أحداث عنف وشغب رغم الكم الهائل من المحتجين من مختلف الأطياف السياسية والمنظمات والجمعيات ومكونات المجتمع المدني والمواطنين .