بالكاد وصل جثمان الشهيد شكري بلعيد الى مقبرة الجلاز حتى عمّت الفوضى داخل المقبرة وخارجها فاستغلها المجرمون ليعيثوا في الأرض فسادا. أعمال نهب وسرقة عاشت على وقعها العاصمة تونس نهار الأمس حيث استغل بعض المنحرفين الجنازة الوطنية التي أقيمت للراحل شكري بلعيد للهجوم على السيارات الرابضة أمام مقبرة الجلاز وفي محيط المستشفى العسكري الحبيب ثامر مستعملين في ذلك الهراوات والسكاكين لخلع العربات الصغيرة والشاحنات وسرقة محتوياتها في حين عمد البعض الآخر للاستيلاء على الدراجات النارية. وفي الأثناء حاولت مجموعة من المجرمين التصدّي لقوات الأمن ومنعهم من الوصول الى مداخل المقبرة وعمدت نفس المجموعة الى حرق سيارتين ممّا تسبّب في انتشار دخان كثيف غطّى أجزاء عديدة من المقبرة.
في الأثناء تمكّنت قوّات الأمن من رصد تحرّكات مجموعات أخرى من المنحرفين وبحوزتهم هراوات وأسلحة بيضاء وتوصّلت قوات الأمن الى ايقاف أكثر من عشرين نفرا في محيط شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة فيما عثرت وحدة أمنية أخرى على سيارة رابضة خلف نزل افريقيا بوسط العاصمة محمّلة بكمية كبيرة من الأسلحة البيضاء والعصيّ والهراوات. وفي الأثناء راجت أخبار أخرى عن ايقاف سيارة مشبوهة قالت مصادر غير رسمية انها قد تكون تحمل متفجّرات. وتبادلت المواقع التابعة لهذا الحزب أو ذاك الاتهامات في علاقة بالانتماءات السياسية لمجموعات المنحرفين الذين قاموا بأعمال النهب والتخريب.