جهود ديبلوماسية محمومة يبذلها الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي لعقد لقاء ثنائي بين رئيس الائتلاف المعارضة أحمد معاذ الخطيب ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع فيما عبرت دمشق عن استعدادها للحوار مع كل القوى السياسية الرافضة للتدخل الخارجي. أعلنت مصادر دبلوماسية عربية أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص بشأن الأزمة السورية ونبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بحثا ترتيب عقد لقاء بين معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض، وفاروق الشرع نائب الرئيس السوري، من دون تحديد موعد لهذا اللقاء أو مكان عقده أو جدول أعماله، بحسب وكالة «الاناضول».
وأطلع الإبراهيمي العربي أمس الأحد على نتائج لقاءاته الأخيرة في دول العالم، وذلك في إطار جهوده الهادفة إلى الدفع باتجاه التوصل إلى حل للأزمة. وقالت إن الإبراهيمي يدرس إجراء جولة جديدة في المنطقة، مشيرة إلى أن تلك الخطوة «تتوقف على تطورات الموقف ونتائج لقاءاته بالقاهرة». ومن المتوقع أن تعقد الجامعة العربية جلسة استثنائية على مستوى المندوبين اليوم الاثنين، لدراسة التقرير الذي أعدته بعثة الجامعة بعد زيارة العراق والأردن ولبنان للاطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين وتحديد الاحتياجات الإنسانية بهذا الشأن.
واستمر اللقاء بين الابراهيمي والعربي نحو ساعة في مقر الجامعة العربية في القاهرة، قبل أن يغادر الإبراهيمي دون الإدلاء بأية تصريحات صحفية. وفي هذه الأثناء، عرض رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي، أمس، الإجراءات التي قامت بها الحكومة السورية لتنفيذ بنود المرحلة التحضيرية لعملية الحوار الوطني، مؤكدا أن «الحكومة منفتحة على كل القوى السياسية والاجتماعية وقوى المعارضة الراغبة في الانخراط والمشاركة في العملية السياسية على أسس الحوار والتشارك في بناء سوريا وفق الثوابت والمبادىء الوطنية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية».
وأشار الحلقي، عقب لقائه رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي، إلى أنّ « المكون الكردي يعد مكونا أساسيا من مكونات الحياة الوطنية السورية». ومن جانبه، أكد أوسي في تصريح للصحافيين عقب اللقاء، أن المبادرة الوطنية للأكراد السوريين متفائلة بالخطة الحكومية والبرنامج السياسي لحل الأزمة والحوار الوطني الشامل الذي يعد خارطة طريق سياسية لخروج سوريا من أزمتها.
ولفت أوسي النظر إلى الانفتاح الحقيقي الذي شهده الأكراد في سوريا خلال الآونة الأخيرة، موضحا أن «موقف الأكراد السوريين هو موقف وطني بامتياز حيث راهن البعض على المكون الكردي معتقدين أن الخاصرة الشمالية في سوريا هي الخاصرة الهشة ولكن الأكراد أثبتوا أنهم سوريون بامتياز وأنهم يمثلون الحصن المنيع للحدود الشمالية السورية وهذا الموقف موقف استراتيجي وطني ثابت».
وفي هذه الأثناء، رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الانتقادات بأن صواريخ الدرع الصاروخي «باتريوت»، نصبت للدفاع عن رادارات الدرع الصاروخي في محافظة «ملاطية» التركية وعن الأمن القومي الإسرائيلي، مشيرا إلى أنها «نُشرت من أجل حماية تركيا والشعب التركي، وهو مشروع أطلسي في الأساس ويعكس تضامن الحلف مع دولة عضو فيه». حسب زعمه.
وعن الوضع في سوريا وإمكانية تدخل أمريكا عسكريا، قال أوباما إن ما تشهده سوريا «مأساة كاملة»، زاعما أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد هو ونظامه كل مشروعيته وعليه بالتالي أن يرحل». وفق ادعائه.