وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن فرنسا تكافح في مالي من سلحتهم أمس في ليبيا مشيرا إلى أن السياسة الروسية استقبلها العالم باحترام لأن موسكو لا تجري وراء حالة السوق الحالية، بل تنظر إلى العالم بعيون مبدئي.» وتابع «الآن الفرنسيون يحققون انتصارات في مالي وقد أيدنا مهمتهم لأنها شرعية، إذ أن حكومة هذه الدولة توجهت إلى فرنسا مباشرة بطلب دعم عملية الإعادة لوحدة الأراضي المالية. والآن الفرنسيون يتقدمون في مالي بسهولة، حتى يمكن القول إنهم يسيرون كأنهم في استعراض عسكري، ويقيمون سيطرتهم على المواقع التي غادرها الإرهابيون».
وواصل: «قريبا سيحررون جميع أراضي هذه الدولة. لكن يبقى سؤال وهو أين هؤلاء الشباب الذين لم يتمكن أحد من القضاء عليهم؟ إنهم، على الأرجح، سيتوزعون على الدول المجاورة، وسيؤدي ذلك إلى ضرورة اتخاذ قرارات عملياتية هناك. يقلقني عجز شركائنا عن النظر في هذه المنطقة بشكل عام، لا إلى بقعة محدودة على الخريطة. إننا نقترح عليهم مناقشة الوضع من هذا المنظور».
وشدد لافروف على أن الموقف الروسي من ملفي سوريا وإيران «يعتمد على تحليل الواقع»، وقال: «إننا لا نخفيه، لكننا نعرضه. ومن الصعب معارضته من حيث المنطق الشكلي والبراغماتية».
وفي الملف الليبي , أفاد قائد الديبلوماسية الروسية أن رئيس «تحالف القوى الوطنية» في ليبيا محمود جبريل سيزور موسكو قريبا واصفا إياه بأنه «رئيس أكبر قوة سياسية في ليبيا، وسنتعرف عن الأوضاع من المصدر الأول».
وتابع قائلا: « أنه بعد الأحداث المأساوية في ليبيا كانوا يقولون لنا إن روسيا خسرت العالم العربي. لم يحدث ذلك في نهاية المطاف». وقال في ذات السياق : «استخلصنا أي الروس درسا من ليبيا بالطبع، وهو ما تحدث عنه الرئيس مرارا، فعندما أيدت روسيا والصين والهند القرار الأممي الأول بمنع إمدادات الأسلحة إلى ليبيا، كان شركاؤنا من فرنسا وقطر يتباهون علنا بأنهم يزودون المعارضة بالسلاح، ولم يستطع أحد الإجابة على سؤالنا، كيف يمكن تفسير كل ما يجري؟».
وأضاف أن «ذلك حدث مع اقتراب نهاية الدراما الليبية، ولكن ذلك الدرس كان هاما إلى درجة كبيرة. وأنا على قناعة بأن شركاءنا الغربيين يتعلمونه من جديد الآن، لأنه كما عرفنا، فإن سوريا ومالي من الأصداء والآثار المباشرة للأحداث في ليبيا».