لأنك لست منهم، لأنك لست مثلهم، لأنك رفضت أن تكون أحدهم، لأنك من أحرج وزير داخليتهم، أقول هذا لأنه لم يكن يوما وزير حكومة بل وزير حزب هم كلهم كذلك وليس بإمكانهم الارتقاء أكثر من ذلك، ألست من قال لذلك الوزير «أتحدّاك أن تفتح أرشيف البوليس السياسي» وفعلا هذا الملف لم يفتح، ولن يفتح ماداموا يتحكّمون برقابهم إنهم يخشون التعرّي ويخشون أن يكون بعض الوشاة القدامى في مراكز القرار الآن وقد نكون محكومين بعسس الأمس وقد يكون قاتلك أحد الذين يجب أن لا يُعرف تاريخه، بل عفوا ما هو تاريخهم؟ ألم يستعملهم نظام الثمانينات لضرب اليسار في الجامعة سنة 1982، ألم يهاجموا الناس في المقاهي والمطاعم والنزل بالسلاسل والهراوات والسلاح الأبيض، أي تاريخ لهم سوى الإجرام والهروب والهرولة، ألم تحتضنهم سوريا ومنها انطلقوا الى أوروبا وها هم يعودون إليها لتمزيقها، إنهم أصحاب فكر سكوني، إنهم طبّع وليسوا مبدعين والمبدع منهم يحيلك الى صدر الاسلام الأول وكأن الفكر الانساني حنّط عند ذلك الزمن. لأنك مبدع وصاحب فكر متحرّك، لأنك تعتمد الحجة أمام اعتمادهم التكفير، لأنك تعتمد الفكر ويعتمدون النقل، لأنك منفتح على ما حولك ولأنهم منغلقون عمّا حولهم، لأنك تقدم كل صباح وردة فقدموا لك ذات صباح رصاصة، لأنك تحب الحياة فها هم يقدسون الموت، لأنك تسمي الأشياء بأسمائها وهم يلبسون اللغة سبعين قناعا وجبّة، لأنك تقول كل ما يجب أن يقال وهم يقولون ليس كل ما يعرف يقال، ولأن الرسول ے قال «لعن اللّه المرأة الثرثارة والرجل الكذاب» فهل يوجد من هم أكثر كذبا على الشعب منهم؟ ألم يكذبوا علينا قبل الانتخابات؟ ألم يكذبوا عليها بعد الانتخابات؟ وها هم الى اليوم يكذبون علينا بحيلة وبسملة ولحية وابتسامة صفراوية تقطر من أفواههم الدماء فمتى يصدق الشعب أنهم يكذبون قولا وفعلا جهرا ويضحكون في مجالسهم عن بلاهتنا وسرعة انطلاء الحيلة وأنت تعرف، يا شكري شيخ الكذابين بينهم، إنهم لا يخجلون ولا تعتري الحُمرة وجوههم، إنهم تحنّطوا في زمن خلا ويعيشون فرادى حتى في تجمعهم لكن تبقىأنت أيها الصديق الشهيد مفردا بصيغ الجمع وهم مستعبدون لخوفهم من الحرية أما الأحرار مثلك لا يخشون وأعلم أنك تنام في قلوب التونسيين بنفس مكانة حشاد العظيم أعدك بأن أكون نسخة منك وأعلم أن النسخ لا ترتقي للأصل وإن طابقتها فلكما الخلد ولنا الصبر والعهد.