رفعت الثورة التونسية كافة القيود عن العمل الخيري الذي اصبح متاحا للجميع بعد أن كان مقيدا بشروط سياسية حيث شهد المجال الجمعياتي نشأة عدة جمعيات نشطت في كامل ربوع البلاد وخاصة أيام الثورة الليبية. لكن بعض الجمعيات توقف نشاطها وبعضها صمدت وطورت من مجالات تدخلاتها احدها جمعية البر والاحسان ببنزرت محور تحقيقنا. للحديث عن الجمعية التقت الشروق الناطق الرسمي باسمها السيد كمال شقرون الذي أفادنا بأن رئيسها هو السيد حبيب سيفاوي وأنها فكرة ثلة من الأفراد نشطوا سرا نتيجة النظام الدكتاتوري الذي عانته البلاد منذ عقود لكن منذ اندلاع الثورة التونسية المجيدة برزت على الساحة وأصبحت أنشطتها علنية وركزت فروعا في جهات مختلفة من ولاية بنزرت: في ماطر وغزالة وجومين وعوسجة وأوتيك ومنزل جميل ومنزل عبد الرحمان وجرزونة وسجنان وغار الملح وأوتيك واللواتة والزواوين ويبلغ عدد أعضائها أكثر من 100 عضو.
أما عن أنشطة الجمعية أفادنا محدثنا انه وقع تكوين لجان لكل نشاط تتوزع في الأرياف وفي المدينة وأحيانا تشمل بلدانا أخرى. ويفيدنا أنهم ينظمون حملات خيرية شهرية لفائدة المحتاجين بتقديم حوالي 600 إعانة في الشهر تشمل مواد غذائية وأحيانا لباسا وأثاثا وأجهزة منزلية و«لا يقدمون مساعدات عينية». ويؤكد بأن الإعانات هدفها التخفيف من الحاجة الماسة للأسر الفقيرة. ويؤكد تخصيصهم لجان تذهب على عين المكان لمعاينة حقيقة وضع العائلات ومدى حاجتها للمساعدة «لتكون الإعانة ذهبت بالفعل لمستحقيها». ويؤكد بأنهم يبذلون قصارى جهدهم في سبيل مساعدة المحتاجين وهنا يشير إلى استقبالهم زكاة المال والصدقات والكفارات وغيرها للتبرع بها وقد خصصوا لذلك حسابا جاريا. و إجابة عن سؤال البعض عن إنجازات الجمعية وليعرف المتصدقون مصير صدقاتهم يقول السيد كمال بأنها على الفايسبوك ويشير إلى كونهم «بين المطرقة والسندان فمن جهة يبتعدون عن الرياء ومن جهة أخرى مجبرون على تقديم دليل على إنجازاتهم حتى لا تبقى الجمعية مضغة على الألسن». وكمثال للإعانات يذكر تخصيصهم لقافلة إغاثية لأرياف سليانة تحمل ملابس وأغذية وأغطية ومفروشات علاوة إلى 50 سخان لمدارسها كما يذكر تقديمهم لإعانات لبعض مرضى الإبط.
كما يخبرنا محدثنا عن قيامهم بالمشروعات الموسمية الخيرية ففي هذه السنة أثناء العودة المدرسية وفروا1000 حقيبة مدرسية لأبناء العائلات المعوزة إضافة لتكثيفهم الإعانات في شهر رمضان التي وصلت 2500 إعانة كما قاموا يوم 11 أوت 2012 ب»ختان جماعي ل27 طفلا كما يزورون دار المسنين في بنزرت إضافة إلى توفيرهم كسوة العيد للمحتاجين والأضاحي وفي هذه السنة انتفعت 600 عائلة باللحم. وفي الحديث عن المساجد يفيدنا السيد محمد بوزيدي والسيد محمد التركي أنهم «يرممون المساجد كمسجد الربع وحاليا يبنون مسجد البر في بوخريص ومسجد الإحسان في البحيرة» كما تحدثا عن ترميمهم ل3 منازل في المدينة العتيقة ويؤكدان أنهم سيرممون 7 منازل في القريب العاجل.و في الحديث عن الترميم يحدثنا السيد كمال عن أنشطة بصدد الإنجاز تتعلق بترميم مدارس وهي المدارس الإعدادية: الحبيب حداد وبوشملة بجرزونة ومدرسة منزل عبد الرحمان إضافة إلى المدارس الابتدائية بحي الأندلس وبجومين وبأوتيك واثنتان بسجنان واثنتان ببازينة.
كما يحدثنا السيد كمال عن مشاركتهم في حملة النظافة في الصائفة الماضية بالتنسيق مع البلدية والمجتمع المدني وجمعيات أخرى وعن تبرعهم بشاحنة لنقل الفضلات وآلات لقص الأعشاب ويخبرنا بتبرعهم ب 3 سيارات إسعاف لمستوصف جومين.وتمتد نشاطات الجمعية لمساعدة منكوبي الكوارث ولمساعدة ضحايا الحروب «كمساعدة إخواننا في غزة أو الإخوان الليبيين ايام ثورتهم ببعث قوافل إغاثية بالاشتراك مع الهلال الأحمر وجمعيات أخرى» عن مدى النجاح يقول السيد كمال بأن «إنجازاتنا تشهد على تفانينا في العمل والتفاني خير سبيل للنجاح والله خير شاهد على إخلاصنا» ويقول «الاقتناع بالنجاح لا يوقف آمالنا في التقدم قدما نحو الأفضل بل بعث في نفوسنا أملا في إنجاز مشروع يحقق الاستقلال الذاتي وسيكون ببناء مدرسة ومبيت ومطعم بين جومين وغزالة».