اعتبر مصطفى بن جعفر رئيس حزب التكتل ان السبب الرئيسي وراء مبادرة رئيس الحكومة هو استشهاد شكري بلعيد داعيا حركة النهضة الى قبول المبادرة وان لا تخشى فقدان السلطة بتشكيل حكومة تكنوقراط. وأكد بن جعفر خلال ندوة صحفية عقدها امس ان الساعات التي تعيشها تونس منذ اغتيال المناضل الوطني شكري بلعيد هي ساعات خطر مشيرا الى ان الوضع دقيق ويتطلب من كل الاطراف من هم اغلبية في الحكم ومن يمثلون المعارضة ومكونات المجتمع المدني وفي مقدمتهم الاتحاد العام التونسي للشغل تحمل مسؤولياتهم.
الصدمة الايجابية
وعرج رئيس التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات على الاوضاع التي مرت بها البلاد خاصة امام تنامي ظاهرة العنف السياسي التي قال انها طالت حتى الرموز السياسية في البلاد والاحداث التي مرت بها من احداث 9 افريل وسليانة وغيرها.
واستعرض بن جعفر مسيرة المفاوضات مع الترويكا واعتبر ان الشروط التي قدمها التكتل لم تكن كبيرة لكنها مهمة للانتقال الديمقراطي منها تحييد وزارات السيادة او على الاقل العدل والخارجية لارسال اشارات الى الراي العام بتغيير المسار.
وتابع «لم نتوصل الى حل وكنا في انتظار الصدمة الايجابية والتي جاءت يوم 6 فيفري وكانت فاجعة غيرت الاوضاع ولا اتصور ان هناك عاقلا يتصور ان مقتل الشهيد شكري بلعيد قوس فتح واغلق بقوس آخر لنعود الى ما كنا عليه لذلك توجهنا منذ البداية الى مساندة مبادرة رئيس الحكومة حمادي الجبالي ولما اعتبرنا فيها من فتح ابواب للأمل للمواطنين قلنا ان الحزب يدعم تلك المبادرة وقلنا ان تشكيل حكومة كفاءات يمثل امتدادا لطرح التكتل وحرصه على ابعاد الحكومة عن التجاذبات».
واوضح بن جعفر «التكتل يؤكد على ضرورة توحيد كل احرار تونس ضد العنف وحماية بلادنا من مخاطره وحماية المسار الديمقراطي من انزلاقاته خاصة بعد عملية الاغتيال الغادرة للمناضل شكري بلعيد وهنا نؤكد على اهمية احياء مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل والبحث عن التوافقات الضرورية بين مختلف الفرقاء».
الجبالي طوق النجاة
وحول المبادرة قال «هناك من يقول ان مبادرة الجيالي اما ان تنجح او تنكسر ونحن لا نريد لها ان تنكسر فمبادرة الجبالي هي طوق النجاة لهذه التجربة الفريدة وكثيرون لم يفهموا هذا التوافق الذي حصل بين اطراف لا تحمل نفس المشروع المجتمعي الجبالي لديه نفس الهاجس الوطني ولم يستشر حزبه عندما اتخذ موقفا يخدم المصلحة الوطنية ولم يفكر في ردود الافعال ويعرف ان التجربة رافقتها اخطاء كثيرة وكان موقف الجبالي في قوة موقفنا بعد الانتخابات».
واضاف «منذ اليوم الاول لعمل التأسيسي انطلقت الالسن لتقذف التكتل لكن التجربة تؤكدانه لو لم تتشكل الحكومة والائتلاف لانهارت البلاد واحيي مناضلي التكتل على السهام التي وجهت اليهم طيلة اكثر من سنة».
واكد بن جعفر ان خطورة الوضع الراهن لا تقتصر على الاوضاع داخل تونس والوصول الى مرحلة الاغتيالات وانما تتجاوز ذلك الى الوضع الاقليمي مثل الاضطرابات في ليبيا وما حصل من فعل ارهابي في الجزائر في عين آميناس وما يحصل في مالي داعيا الى ضرورة دعم الجبهة الداخلية ورص الصفوف «والا فان تونس ستمر بظروف لا يمكن تصورها خاصة اذا دخلنا في مرحلة الارهاب وقد نندم حينها على كثير من الامور وكنا طالبنا بالمصالحة الوطنية حتى قبل الانتخابات الماضية طبعا مع محاسبة كل من اجرم».
وختم قائلا «نحن قادرون على تحقيق المعجزات ولعل اولها ان رئيس حكومة نهضاوي أول من صفق له اليوم هو من كان يشتمه بالأمس وذلك ما يؤكد نجاح التجربة ومقترح رئيس الحكومة يتطلب من كل القوى ان تسانده واولها النهضة التي نفهم ترددها خاصة وانها تشعر انها ستفقد السلطة واعلم ان المصلحة الوطنية ستغلب وستعلو مثلما علت في اوقات اخرى دقيقة».