إدراكا لقيمة الأبعاد الفكريّة والتّربويّة والثّقافيّة للعبة الشطرنج ودورها في خلق نشء مؤطّر ومتّزن سعت مجموعة من شباب مدينة القلعة الكبرى إلى تبنّي مشروع يهدف أساسا إلى ترسيخ ثقافة الشّطرنج بين أبناء المدينة ويطمح من خلال أهدافه الكبرى إلى إرساء ناد بكلّ حيّ ينتشل الصبية من الفراغ واللّهو في الأزقّة وخطر الإفراط من الألعاب الالكترونيّة التّي تمثّل تقريبا الملاذ الوحيد في ظلّ غياب أنشطة ثقافيّة ممنهجة و فاعلة. وقد احتضن نواة المشروع نادي الأطفال الّذي رحّبت مديرته بالفكرة وشجّعتها من خلال توفير فضاء ملائم تتوفّر فيه المرافق الضّروريّة والأساسية لممارسة اللّعبة في أفضل الظّروف.
ويستهدف نادي الشّطرنج تلاميذ المدارس بالأساس إيمانا منه بأهمّيّة العمل القاعدي في التّكوين والتّأطير معتمدا في ذلك على برنامج دقيق لتعليم مبادئ اللّعبة يتضمّن ثلاثة مستويات يجتازها المتعلّم تدريجيّا.
ولا يقتصر النّادي على تعليم المبادئ وحسب بل إنّ من مهامّه تعميق المفاهيم لغير المبتدئين وتنظيم مسابقات ومباريات لتحسين مستوى المتعلّم وإكسابه خبرة تمكّنه من المشاركة في البطولة الوطنيّة للشّطرنج.
ويسعى النادي إلى نشر هذه اللّعبة الفكريّة لما لها من إيجابيّات على المستوى الفكري والنّفسي والتّربوي فالشّطرنج يتيح لممارسه إمكانيّة تطوير قدرة الذّكاء والتّركيز وتقوية الذاكرة وممارسة التّفكير فمتطلّبات اللّعبة تفرض على اللّاعب تجنّب التّشنّج وتركيز تفكيره على التّحكّم في النّفس والسّيطرة على الانفعالات الفاقدة للتّوازن وهذا من شأنه تعويد التّلميذ على الرّصانة والهدوء وتهذيب سلوكه شيئا فشيئا وترسيخ المبادئ الأخلاقيّة القائمة على احترام المنافس.