انتظمت مؤخرا بفضاء دار الثقافة عمار فرحات وببادرة من جمعية النهوض بالمرأة وجمعية «نساء تونس» ندوة تحت عنوان «المرأة التونسية بين الواقع والمواثيق الدولية» تمّ خلالها تدارس واقع المرأة في تونس. حضرت السيدة سناء الحداد ممثلة نابل في المجلس التأسيسي الندوة حيث قدمت قراءة تحليلية فيما جاء في اتفاقية «سيداو» الدولية.
وأشارت السيدة سناء الى الجدل الحاد الذي رافق مناقشة المجلس التأسيسي لمسألة حقوق الانسان وكونيتها وشموليتها حيث يوجد معارضون لهذه النقاط بينما هناك من يؤيدها بشريطة التماشي مع خصوصية بلادنا ,ودعت النساء الى ضرورة متابعة نقاشات الفصول سيما المتعلقة بالمرأة وإلقاء نظرة شاملة على أهم ما قيل في شأنها.
كما استعرضت النائبة جميع بنود اتفاقية «سيداو» وحللت أبعادها القانونية بالأساس والتي تتنافى ومبادئنا العربية الاسلامية وطبيعة مجتمعنا المختلف اختلافا كبيرا عن المجتمعات الغربية لكونها تتسم بالتشتت والانحلال في جوانب عدة لم يبلغ مجتمعنا الاسلامي التونسي هذا الحد منها باعتبار حسمه لها منذ الأزل بفضل تطبيقه لما جاء في الشريعة الاسلامية كما اعتبرت كل الحاضرات هذا الأمر مساسا بالأسرة التونسية وتهديدا لها بالتشتت والشرخ.
وقد أكدت السيدة سناء الحداد أن هذه الاتفاقيات تصدر في دول غريبة عن الاعلان العالمي لحقوق الانسان لا من أمريكا وهو إعلان كتبته دول استعمارية في سنة 1948 حيث كانت تخطط على الورق حق الشعوب في تقرير مصيرها ولم نشارك فيها رغم أننا تبنيناها مشيرة الى أن هذا لا يعني أننا ضد اتفاقيات حقوق الانسان والاتفاقيات الدولية لكن دون الانسلاخ عن هويتنا العربية الاسلامية وقد أتت هذه الندوة ملخصا لفلسفة أشكال التمييز ضد المرأة.
كما ذكرت النائبة أن حقوق الطفل مضمنة بمجلة واتفاقية حقوق الطفل وأن اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل صادقت عليها الحكومة التونسية مع التحفظات كما أشارت الى أن مثل هذه النقاط هي من أدوار المجتمع المدني الذي يجب أن يتبناها والملحوظات ويدافع عنها في حوار وطني مفتوح لمناقشة مثل هذه المسائل.
وقد أشارت احدى المتدخلات الى أن هذه البنود لا تطبق في مجتمعنا التونسي الاسلامي كما أن ما تضمنته اتفاقية «سيداو» من بنود لا تعني المرأة التونسية التي لا تعيش مظاهر الانحلال والشذوذ والتشتت كما ذكرت السيدة سنية غوار نائبة رئيسة جمعية تونس أنه لا بد من الدفاع عن حقوق المرأة لأنه مكسب من مكاسبها لكن دون المساس بالأسرة التونسية ودون الاختلاف ودون أن يضربنا الغرب اذ لا سبيل الى التفرقة في تونس التي لا بد أن نحافظ على اجتماعنا فيها وتضامننا ونبذ كل أشكال العنف والتطرف الديني الذي قد يهدم أمتنا وحضارتنا العربية الاسلامية.