أصبح الحصول على مسكن هاجسا يؤرق متساكني معتمدية الجريصة نظرا إلى ندرة العرض وكثرة الطلب وجشع المضاربين والسماسرة وارتفاع أسعار العقارات ومواد البناء. يقول السيد علي الطاهري موظف بمعتمدية الجريصة إن عدد السكان الجهة في تزايد مستمر فالبعض عاد من العاصمة أملا في الحصول على شغل يخول له الاستقرار في مسقط رأسه. والبعض الآخر نزح من الريف بحثا عن ظروف أحسن وهذا ما خلق أزمة خانقة في السكن والحل يكمن حسب رأيي في تمكين معتمدية الجريصة من حقها في البرنامج الخصوصي للسكن الاجتماعي والذي يمكن أن تستفيد منه العائلات ذات الدخل المتوسط. فأراضي الدولة متوفرة وإمكانية بناء وحدات سكنية واردة أما البرنامج لتحسين المساكن فكان نصيب معتمدية الجريصة سبعين ألف دينار وهذا رقم ضعيف خاصة وأن الطلبات تفوق 700 مطلب. ويمكن أيضا أن يستفيد الباعثون العقاريون الصغار من إجراءات إدارية خاصة من الهياكل المعنية للمساهمة في حل مشكل السكن.
يضيف السيد توفيق البوغانمي عامل بالمنجم أنه تزوج منذ عامين وله ابن عمره ثمانية أشهر ومازلت أعيش على وجه الكراء وأتنقل من منزل إلى آخر وحتى أدباشي فهي موزعة في صناديق وفي أي لحظة أنا مهدد بمغادرة المكان, وعندما تزوجت كنت أبحث عن الاستقرار ولكن الآن أعيش ظروفا نفسية صعبة انعكست سلبا على حياتي العملية و الأسرية. وبصراحة فأنا لا ألوم من استغل الانفلات بعد الثورة واستولى على بعض البناءات المهجورة وقام بترميمها.
يعقب السيد لطفي القاسمي عامل يومي بأن أغلب المواطنين بجهة القارصة تضررت مساكنهم من جراء منجم الجريصة وهي في حاجة إلى الترميم وشخصيا قمت بمطلب لتحسين المسكن بالمعتمدية وإلى حد الآن وأنا أنتظر الموافقة.
و في الختام يؤكد قيس الجباري أنه يصاب بالذعر عندما تنزل الأمطار فالمنزل يتحول إلى برك من المياه وفي أي لحظة فإن عائلتي مآلها الشارع. فأنا متزوج ولي ثلاثة أبناء ولا أفكر إلا في رسم الابتسامة على شفاههم ومسكن صغير يقيني من البرد والتشرد. ومشكل السكن يزداد تعقيدا يوما بعد يوم. وأسعار الكراء أصبحت مشطة ولا يمكن التحكم فيها. فأصحاب العقارات لا يتوقفون عن الزيادة في الأسعار فأين الرقابة ولابد من تدخل الدولة لإيقاف هذا النزيف ومساعدة الحالات الاجتماعية الخاصة.