الأرياف بجهة غار الدماء ترزح أغلبها تحت وطأة العوامل الطبيعية القاسية من جبال وغابات ونقص في البنية التحتية بما جعل آلاف العائلات باجهة تحت خط الصفر فكانت المعاناة في أسمى درجاتها رغم أن مظاهر الفقر والحرمان والخصاصة ظاهرة للعيان منذ الأزل ولكن غابت الإرادة بتحسين الأوضاع والإحاطة بهذه العائلات المعوزة والمحرومة في المناطق الريفية بجهة غار الدماء. أما الطرقات فلا تسل عنها فهي مترهلة بسبب الانزلاقات والانجراف وكل عوامل التعرية التي زادت من رداءتها ولا سلطان يعلو على سلطان الأوحال وسوء الأحوال وهو ما جعل جل الأرياف تعيش عزلة كبيرة خلال فصل الشتاء بسبب كثرة الأمطار ومداهمة السيول للمنازل وكذلك تراكم الثلوج خاصة بالمرتفعات وهي عزلة ترتبط بغياب كل وسائل العيش من تغذية بأنواعها ومياه الشرب فيبقى السكان يعيشون لأيام وشهور تحت خط الخطر لا رفيق لأفواههم الجائعة سوى عولة «الكسكسي والمحمصة» وما زال في البال ماشهدته منطقة الغرة خلال السنة الفارطة من كارثة انسانية مرت في الخفاء بسبب الثلوج وما فرضتها من عزلة على مئات العائلة تحول معها حتى نقل المؤن والمساعدات شبه مستحيل بسبب وعورة المسالك وصعوبة الوصول إليها إضافة لما يحيط بالمنطقة من وديان وسهول إحاطة السوار بالمعصم .ويعيش سكان المناطق الريفية بجهة غار الدماء صعوبة كبرى في تحصيل المواد الغذائية جراء شحها وصعوبة وصول سيارات التمويل نظرا لوعورة المسالك وتقطع عدد من الطرقات جراء الانزلاقات الأرضية وما زاد في حدة الموقف والعزلة الغذائية للآلاف السكان بالمناطق الريفية هو غياب وصول المعلومة سواء لقلة الرؤية الإعلامية في التغطية أو لانعدام وسائل الاتصال عند هؤلاء القوم لأنهم باختصار لا يملكون ما يأكلون ولا غرابة حين لا يملكون بما يتكلمون من وسائل اتصال هي في الحقيقة تركوها لأهلها ممن وصلتهم الحضارة ولا مشكل لهم مع الكلإ والنار.
حال المناطق الريفية عامة والشتاء على الأبواب يتطلب تدخلا مسبقا من خلال تمكينهم من المعونات كسلاح لقادم مجهول لأنه من المتأخر والصعب إيصال ذلك بعد فوات الأوان وليتذكر الاجميع أن هذه الربوع تنتمي للخضراء التي تتسع لكل أبنائها مهما كانت ظروفهم وأوضاعهم الإجتمتاعية.