يشهد القطاع الفلاحي بالوطن القبلي ظروفا مناخية تتمثل في نزول كميات هامة من الأمطار خلال بداية فصل الشتاء مما يؤهل الموسم ان يكون واعدا على مستوي انتاج المواد الاستهلاكية الضرورية من خضر موجهة للسوق المحلية وغلال من نوعية جيدة يمكن توجيه قسم منها للتصدير. ولاية نابل عادة وفي المواسم الجيدة توفر نسبة 16 بالمائة من المنتوج الفلاحي الوطني وبها 13 موسم جني على طول السنة. فالوطن القبلى رائدة في انتاج القوارص والكروم والفراولو والتوابل والطماطم والبطاطا كما توفر 23 بالمائة من الحليب و32 بالمائة من الدجاج و18 بالمائة من انتاج الصيد البحري. وفي مجملها كانت السنة ايجابية من حيث توفر الإنتاج الفلاحي وتحسن جودته خصوصا بالنسبة لما تتميز به الجهة ألا وهو الفراولو الذي بلغت زراعته 470هك ومن المؤمل أن تكون المحاصيل وفيرة وجيدة رغم مشكل تلف بعض المشاتل الموردة وكذلك الشأن بالنسبة لصابة الزيتون التي بلغت 53 ألف طن بما سيمكن من إنتاج 7000 طن من الزيت، كما أن قطاع القوارص الذي قدرت صابته بحوالي 260 ألف طن. ولتواصل نسق الانتاج في اتجاه تصاعدي يطالب الفلاحون بتكثيف الأمن لحماية ممتلكاتهم من السرقة والنهب التي طالت هذه السنة بصفة استثنائية مكثفة غابات الزياتين والقوارص . والتخفيض من كلفة المستلزمات الفلاحية التي ظلت مرتفعة واسترجاع ال5 مليمات التي كانت تخصم عند بيع الطماطم بعنوان تخصيصها للتصدير والحال أنها كانت تحول إلى أغراض أخرى وتفعيل الزيادة المرجعية في ثمن الطماطم المعدة للتحويل. كما يطالبون بتعهد وصيانة المسالك الفلاحية بكل من تاكلسة والميدة وبعض المعتمديات الأخرى ذات الأولوية وإحداث مسالك فلاحية جديدة من أجل التنقل وإيصال المنتوجات الفلاحية في أحسن الظروف. كل هذا مع مزيد تفعيل دور الهياكل المهنية على المستوى الفني لتحقيق خدمات أفضل على مستوى الإنتاج وما بعده خاصة الإرشاد الفلاحي من خلال الإطارات المختصة. هذا بالإضافة إلى تكثيف الزيارات الميدانية وتعميم تجربة المدارس الحقلية لتمكين الفلاحين من ترشيد استعمال معدات الري قطرة قطرة بالطريقة الناجعة لترشيد استعمال الموارد المائية. كل هذا من اجل تجاوز الصعوبات التي أصبح يواجهها الفلاح في السنوات الأخيرة على مستوى الحصول على الكميات اللازمة من مياه الري وارتفاع درجة الملوحة بالآبار والتغدق الذي طال مئات من غابات القوارص. كل هذه الظروف من شانها النهوض بنوعية المنتجات من حيث الجودة مما يسهل ترويجها في الفضاءات التجارية الكبرى وتصديرها للخارج نظرا لتوفر نسبة النضج ولمعان الثمرة ونظافتها وحجمها وسلامتها من أضرار الأمراض الفطرية والحشرات الضارة مما يمكن الفلاح من أرباح مرضية تمكنه من الإيفاء بالتزاماته وتحقيق هامش ربح جيد.