تعيش منطقة معروف من معتمدية الوسلاتية منذ أسابيع على وقع الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب وسط غياب حل جذري يريح متساكني المنطقة من معاناة فقد هذا المرفق الحياتي. الانقطاع طال، وقد أرجعه السيد منير يعقوبي إلى إحداث خزان جديد في منطقة عالية انتفعت منه حوالي 50 عائلة تقطن بتجمع «الشرفة» وتضررت منه أكثر من ألف عائلة نتيجة ضعف تدفق الماء وتوقفه عنها أكثر الأحيان. السيد منير أضاف أن قنوات «الترنيط» غير الصحية مازالت قيد الاستعمال رغم قرار إبدالها منذ سنتين، واقترح استغلال بئر عميقة محفورة في منطقة «بن حويلات» لقدرتها على تغطية كامل مناطق جبل السرج. أما السيد منعم فرحاني فقد ذكر لنا أن الماء الصالح للشرب يغيب عن منطقته منذ ماي 2012 مما اضطر الأهالي إلى استعمال ماء الوادي لقضاء شؤونهم في تجاهل صارخ من السلط المحلية التي تعلم حجم معاناتهم مكتفية في كل مرة بالوعود.
وقد تحدثنا إلى السيد صالح الغزال، رئيس جمعية مائية سابق، فأخبرنا أن منطقة معروف كانت تضم خمس جمعيات تعود إلى الجمعية الأم جمعية معروف. هذا التقسيم كان يمنح الجمعيات الفرعية الكثير من الإستقلالية والقرب من مناطق التوزيع والعلم بأوضاعها وكان يسمح بسرعة إصلاح الأعطاب إلا أن الوضع تغير بعد إدماجها في جمعية واحدة مما ضاعف حجم العمل المناط بعهدتها وعسر تدخلها لمعالجة الإنقطاعات وكل المشاكل المتعلقة بالتوزيع.
السيد صالح يرى أن الحل يمر أساسا عبر إعادة تقسيم الجمعية الحالية بما يسمح بتأمين وصول الماء إلى قرابة 2500 عداد. أما السيد فتحي الشهيبي (معلم) فقد روى لنا معاناة التلاميذ في غياب الماء عن مدرسته ودوراتها الصحية ،كما ذكر لنا علم المعتمد بكل التجاوزات بما فيها استغلال أعضاء الجمعية للماء في غير الشرب دون أن يقدم حلا ينهي معاناة المتساكنين.
المعتمد تحول إلى المنطقة عديد المرات لكن الماء ظل منقطعا منذ أكثر من الشهر، فمتى تأتي المعالجة الجدية لملف الجمعيات المائية بالوسلاتية ومتى ينعم أهالي المناطق الريفية بأيام لا يغيب فيها الماء عنهم؟