اعتصمت عشرات العائلات بقرية القنطرة من معتمدية حاجب العيون بولاية القيروان وسط الطريق الوطنية وأغلقوها احتجاجا على انقطاع ماء الشرب. وقد تسبب ذلك في تعطيل مصالح المواطنين قبل ان يتم التفاوض حول تزويد السكان بماء الشرب. مشكل انقطاع الماء عن منطقة القنطرة من دوار أولاد سعيد بحاجب العيون والقرى المجاورة هو من المشاكل المزمنة التي لم يتم حلها بشكل جذري. فمنذ سنة 1995 ومئات العائلات تنتظر ان يتم تزويدها بماء صالح للشرب بدل شربهم لمياه الري. ورغم انهم قبلوا ان يكونوا اقل حظا من بقية ابناء هذا الوطن الحر، وان يكونوا مواطنين من درجة ثانية في حسابات السلطة البائدة، من خلال قبولهم ان يشربوا من أنبوب مياه مستجلب من المنطقة السقوية ومخصص للري ولشرب الحيوانات، ورضوا ان يكونوا تابعين لمندوبية الفلاحة بدل ان يتمتعوا بخدمات الشركة الوطنية لتوزيع المياه التي تحتاج الى ان تكون اكثر وطنية في توزيع الخدمات على المواطنين دون تصنيفهم الى درجات... الا ان حرمانهم لم يتوقف وتواصلت المعاناة ليجد السكان أنفسهم بلا ماء أصلا وأصبحوا يتمنون توفره وان كان غير صالح للشرب في عرف وزارة الصحة وفي تحاليل وكالة المياه المعدنية وغير المعدنية وفي قاموس الجهات المسؤولة. معاناة وأمام تواصل انقطاع الماء عنهم منذ ايام وتتالي معاناتهم وعجزهم عن توفير ماء الشرب، عمد سكان المنطقة الى غلق الطريق الوطنية رقم3 الرابطة بين القيروان والحاجب والاعتصام وسطها كبارا وصغارا نساء ورجالا. وهي طريق حيوية تؤدي الى عدة ولايات ومعتمديات ممّا تسبب في تعطيل حركة السير وتعطيل مصالح المواطنين ما عدا الحالات الاستعجالية والصحية الطارئة حسب احد المواطنين. وعن سبب لجوئهم الى هذه العملية، بين بعض المواطنين انهم اتصلوا بالمسؤولين منذ سنوات وظنوا بعد الثورة ان تتحسن الامور فراسلوا السلط الجهوية والجهات المعنية على أمل ان يتم تزويدهم بماء الشرب دون انقطاع لكن، انقطعت وعود المسؤولين ولم يتحقق اي منها وهو ما دفعهم الى التعبير عن معاناتهم. الجيش الوطني والحرس تحولوا الى مكان الاعتصام، كما حضر بعض المسؤولين وتمّ إجراء مفاوضات بشان مطلب المواطنين وحقهم في الحصول على الماء. المسؤولون كعادتهم وعدوا والمواطنون الذين تلقوا الوعود واصلوا الصيام عن الماء بضعة أيام وسط معاناة وحرمان لا يشعر بها الا من ذاق طعم العطش ثم لم يجد ماء او من عطش ولم يجد ثمن قارورة ماء معدني بسبب ارتفاع سعرها بشكل جنوني. واكد احد المواطنين بمنطقة القنطرة من معتمدية الحاجب ان صهريج الماء الذي يتزودون منه هو في الأصل تابع للمنطقة السقوية وهو ماء معد للري وليس للشرب. وبين ان السكان طالبوا بماء الشرب منذ سنة 1995 لكن مطالبهم طويت ونسيت وهمشت كما همش الفقراء والمساكين في هذا الوطن. واجبات الصوناد؟ مندوبية الفلاحية مدعوة في القريب العاجل الى ضمان تزود السكان بماء الشرب من خلال مشاريعها في الهندسة الريفية. اما الصوناد فانها مدعوة بعد ثورة الكرامة الى الشروع في اعداد دراسات لتزويد المناطق الريفية بكامل تراب الجمهورية بماء الشرب لانه من حقهم التمتع بخدمات الشركة الوطنية العمومية وهم مستعدون لدفع المعاليم حسب تأكيد المحرومين من الماء في اكثر من منطقة. اعتصام ابناء الحاجب واحتجاجهم ياتي ضمن سلسلة احتجاجات بسبب انقطاع الماء. في حفوز وفي العلا وفي النبش والمخصومة وفي السبيخة وفي ذراع التمار وفي بوحجلة والشراردة وفي الوسلاتية، ما يعني ان هذه الازمة شاملة وتحتاج الى دراسة موسعة وحلول عاجلة. اما الجمعيات المائية فقد ثبت افلاسها وهوانها في توفير احتياجات السكان. بسبب ما ينخرها من فساد ومن تلاعب خلفه النظام البائد الذي كرس الحرمان والتهميش والتحكم في مصير العباد بقطرات من الماء يقطعها حينما يشاء.