ضبط محتوى تدخلات ميزانية البرنامج الجهوي للتنمية لسنة 2013 وتوزيعها والوقوف على مدى تقدم أشغال بعض المشاريع القديمة كان محور جلسة العمل التي التأمت مؤخرا بمقر ولاية المنستير. الجلسة أشرف عليها والي الجهة الحبيب ستهم وحضرها ممثل عن الولاية بالمجلس الوطني التأسيسي والمديرون الجهويون وعدد من المسؤولين الممثلين لجملة القطاعات المعنية وجاء فيها أن وزارة التنمية الجهوية والتخطيط رصدت اعتمادات مالية تقدر بنحو 7470 ألف دينار بعنوان مشاريع تحسين ظروف العيش وتدعيم البنية الأساسية وتحسين المسكن وإحداث وتدعيم موارد الرزق وهي اعتمادات لم تتجاوز نصف ما تم رصده في سنة 2012 ولكنها تبقى أرفع من الاعتمادات المرصودة قبل الثورة والتي لم تتجاوز المليارين من المليمات.
الأولوية للمحيط والبيئة
وتم أثناء الجلسة عرض مقترح لتوزيع اعتمادات البرنامج الجهوي للتنمية ليكون على النحو التالي: 1844 ألف دينار لتحسين المحيط والعناية بالبيئة ولإنجاز مشاريع تطهير لم يتسن إدراجها ضمن برنامج 2012 و 2300 ألف دينار للطرقات والمسالك الفلاحية بعميرة الحجاج وعميرة التوازرة من معتمدية المكنين و 825 ألف دينار لتحسين المساكن وكذلك نفس المبلغ للتدخل في الميدان الاقتصادي بهدف خلق وتدعيم موارد رزق جديدة.
واتفق الحاضرون على أن يتم تخصيص 40 ألف دينار لشراء صهاريج ماء من الحجم الكبير لدعم الفلاحة بالجهة واستغلالها في الري التكميلي للغراسات وتزويد السكان بالماء الصالح للشراب إضافة إلى تخصيص مبالغ مالية متفاوتة لتحسين ظروف عيش المتساكنين وتحسين جودة الحياة لديهم من خلال تزويد مساكنهم بالكهرباء والغاز وتنوير الطرقات العمومية ومد قنوات الماء الصالح للشراب إلى جانب صيانة نوادي الشباب الريفي وتنوير ملعب البقالطة ودعم تكوين الشبان المزاولين للتربصات بالمراكز الوطنية للتكوين المهني.
لجنة تفكير
وقدم كاتب عام الولاية خالد اليونسي أثناء الجلسة تقريرا مفصلا تضمن مقترحات لتحسين مردودية ونجاعة برامج التنمية الجهوية وصيغ وتوجهات جديدة لتنفيذها.
وقال إن هذه المقترحات منبثقة عن لجنة تفكير يترأسها بنفسه وتم إعدادها على ضوء ما جاء بمحاضر جلسات اللجان المحلية للتنمية التي تعقد جلسات عملها من حين إلى آخر.
ونادى أعضاء اللجنة بضرورة فتح اعتمادات البرنامج الجهوي في آجالها وتحديدا خلال شهر مارس من كل سنة كما نادوا بتعميق وتكريس مبدإ اللامركزية على المستوى الجهوي ومنح السادة الولاة صلاحيات واسعة للإسراع في تنفيذ البرنامج التي يرونها ذات أولوية.
وعن نسبة تقدم أشغال البرنامج الجهوي للتنمية لسنة 2012 الذي بلغت اعتماداته الاستثنائية 15920 ألف دينار والهادفة إلى تحسين ظروف العيش بالمعتمديات الداخلية للولاية على غرار زرمدين وبني حسان والمكنين فقد قطعت أشواطا هامة ومن شأنها أن تغير من المشهد العام لبعض المدن والمناطق التي لم تلق حظها بما فيه الكفاية في وقت سابق وظلت تشكو من نقائص عديدة تتعلق بمجمل القطاعات الحيوية.
كما أن برنامج التنمية الاستثنائي أخذ بعين الاعتبار وضعية المسلخ البلدي بالمنستير والمناطق الأثرية على غرار سور المدينة والرباط وصباط عميرة التي تم رصد بعض الاعتمادات الخاصة بها من أجل صيانتها وترميمها وإعادة تهيئتها بشكل يقضي نهائيا مع حالة التهميش التي كانت تعرفها.