احتضن المركب الثقافي عمر السعيدي بجندوبة يوما تحسيسيا حول التدخين والمسكرات والمنشطات والمخدرات بالوسط المدرسي تحت شعار «الوقاية من الإدمان عبر تنمية المهارات الحياتية». حضر هذا اليوم التحسيسي عدد هام من مديري المدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد الثانوية ومنشطي نوادي الصحة وكانت فرصة لتدارس دور المؤسسات التربوية في مقاومة هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل لافت في المجتمع عامة وبالوسط المدرسي خاصة.
المهارات الحياتية جزء من الوقاية
السيد عبد اللطيف السلطاني المندوب الجهوي للتربية بجندوبة أكد أن التثقيف الصحي والحملات التحسيسية للوقاية من المخدرات يحد من انتشارها ويمر ذلك عبر تنمية المهارات الحياتية للتصدي لآفة الإدمان. وهي سلوكات ومهارات شخصية واجتماعية ضرورية للأفراد للتعامل بثقة واقتدار مع أنفسهم ومع الآخرين ومع المجتمع وذلك باتخاذ القرارات المناسبة والصحيحة وتحمل المسؤوليات الشخصية والاجتماعية وفهم النفس والغير وتكوين علاقات إيجابية مع الآخرين وتفادي حدوث الأزمات والقدرة على التفكير الابتكاري، وختم المندوب الجهوي بالتأكيد على أن المهارات الحياتية التي يجب تنميتها منذ الصغر للوقاية من الوقوع في فخ الإدمان هي ثلاثة الأولى تتعلق بالإتصال والتواصل والثانية بالتحكم في العاطفة والتعامل مع الضغوطات والثالثة باتخاذ القرار وحل المشكلات.
من جهته اوضح معز الغربي ( طبيب مختص في الأمراض النفسية بالمستشفى الجهوي بجندوبة ) أن للإدمان تأثيرات جسدية ونفسية وعقلية واجتماعية واقتصادية وهي تنعكس سلبا على حياة المدمن وقد تؤدي للانسياق والانحراف والإجرام كالسرقة وكذلك الانتحار نتيجة اليأس والإحباط وغياب توفر المخدرات. وله ايضا تأثيرات على القدرات الذهنية واختلالات الذاكرة وتغير المزاج إلى حد المرض النفسي والتدهور الذهني.
بين الصحي والتوعوي
من ناحيتها أكدت الدكتورة كوثر النهدي (طبيبة بالمستشفى الجهوي بجندوبة) أن للإدمان على المخدرات آثار مدمرة ومتعددة تمس كل أعضاء الجسم كما لها انعكاسات نفسية واجتماعية واقتصادية بالنسبة للفرد والمجتمع وقد انتشرت هذه الظاهرة في بلادنا بشكل ملحوظ بين المراهقين وفي الوسط المدرسي خصوصا بحكم سهولة التنقل والتبادل مع مختلف البلدان، وهو ما يستوجب معرفة هذه الظاهرة والإلمام بخصائصها والتحسيس بمخاطرها بطرق مختلفة من أهمها تنمية المهارات الحياتية لدى الأطفال والمراهقين لتلافي الانزلاق في متاهات الإدمان وهي مهارات تساعد على حل مشكلاته الشخصية والاجتماعية والتعامل معها بوعي ليكسب الفرد الثقة بالنفس ويشعر بالراحة وتحديد الحلول البديلة للمشكلات.
وأكد عدد من الاطارات التربوية أثناء النقاش على ضرورة التحسيس بالوسط المدرسي وتضمين محاور خاصة تدرس وتضمن في البرامج الرسمية تكون مجالا لتعرف انعكاسات الإدمان ومخاطره كما يتعين كذلك تجديد فرص التكوين والتحسيس للمربين وفتج حوار وطني حول الظاهرة و لتحديد الحلول والطرق السليمة للتصدي للظاهرة والحد منها حفاظا على المجتمع من التداعي نحو الهاوية وحفاظا على أبنائنا من الانحراف والتهور الذي يكون الإدمان على المخدرات إحدى أبرز عوامله.