في الوقت الذي يطالب فيه العديد من المواطنين بتوفير مواطن شغل تعاني بعض القطاعات المهنية نقصا فادحا في اليد العاملة مما جعل ارباب العمل يطلقون صيحات فزع خوفا من اغلاق محلاتهم. مكتب سليانة «الشروق»:لعل من ابرز الشعارات التي رفعت في يوم من أيام جانفي 2011 هي الشغل يليه الحرية والكرامة وبفضلها تم اسقاط النظام القائم انذاك لتكون اولى اهتمامات الحكومة توفير مواطن شغل قدر المستطاع , وذهب البعض إلى القيام باحتجاجات وغلق طرقات كتعبير لتجاهل المطلب المشروع والمتمثل في الشغل حتى ان العديد دخلوا في اضرابات جوع وصلت بشق إلى الاضراب الجوع الوحشي وقد واكبنا العديد من الاحتجاجات والتقينا بالمضربين في اكثر من مرة واكثر من مكان و كانت جل الاجابات تصب في خانة تجاهل الحكومة للمطالب المشروعة وان المعاناة والحرمان والفقر لازمهم منذ نعومة الأظافر وكلهم شاركوا في الاطاحة بنظام بن علي الذي تجاهلهم.
لكن في مقابل التجاء شريحة هامة من المواطنين إلى القيام بإضرابات يسجل نقص فادح في عديد القطاعات المهنية مما جعل البعض من ارباب العمل يطلقون صيحات فزع والمتمثلة في غياب اليد العاملة حتى ان عديد المشاريع تعطلت لذلك السبب رغم تضاعف الاجور و الامتيازات المقدمة مثل توفير النقل المجاني إلى مقرات العمل وغيرها... لكن مع مرور الزمن يزداد نفور الشبان وتخيير البعض الركون في المقاهي والمشاركة في الكثير من الاحتجاجات....
من بين القطاعات الهامة التي تشكو صعوبات متمثلة في النقص الفادح في اليد العاملة سواء كانت مختصة أو عرضية نجد قطاع البناء بدرجة اولى وقطاع النجارة و قطاع الفلاحي إلى جانب الصناعات الميكانيكية وغيرها من القطاعات الاخرى التي أصبحت حكرا على النسوة وهذا ما عبر عنه السيد رمضان بوزيان وكيل بشركة تحويل فلاحي صناعي الذي اكد ان اقبال الشبان على تعاطي النشاط الفلاحي بات يمثل عائقا حيث اصبح يستنجد بعملة من الولايات المجاورة من بينها ولاية القيروان ومعتمدية طبربة من ولاية منوبة لمواصلة نشاطه واكد ان غياب اليد العاملة عرقل حركة الانتاج بالجهة وتسبب في ارتفاع تكلفة اسعار المنتوجات والتي تعود بالسلب على المواطن.. محدثنا اضاف ان الشباب لا يستهويه العمل في الميدان الفلاحي واوضح ان عزوف الشبان هو ناتج عن تفكيرهم في الثراء السريع والمطالبة في العمل بالحضائر التي لا تمثل مورد رزق قار لهم ويعتبر قطاع الفلاحة من القطاعات التي تمتاز بها ولاية سليانة على غيرها من الولايات فقد باتت مقتصرة على النسوة وفي السياق ذاته بين السيد محرز عيادي صاحب مشروع فلاحي بالجهة ان غياب اليد العاملة المختصة باتت تعيق نشاطه واكد ان مثل هذه الصعوبات قد تسبب في تعليق النشاط رغم اهميته , السيد العيادي عرج على النقص الفادح لمادة الحليب وهو راجع بالأساس إلى عزوف الشباب على الاقبال على النشاط الفلاحي وليتوجه للسلط المعنية بضرورة تظافر الجهود وتوفير التشجيعات اللازمة للشباب من أجل الاقبال على هذا النشاط.
من جانب اخر تحدث السيد عبد الله بوطيغان صاحب مؤسسة نجارة على ضرورة توفير اختصاصات في مراكز التكوين المهني والتي باتت منعدمة مشيرا إلى أن السبيل الوحيد لتحقيق مورد رزق لعديد الشبان هو الحصول على خبرات وكفاءات, كما اكد على مراجعة منظومة التعليم في ميدان التكوين المهني لهذه القطاعات وتشجيع الشبان عبر منحهم قروض وتأطيرهم لبعث مشاريع وتحقيق مورد رزق أو العمل بحرفية لدى العديد من المؤسسات التي تشكو من النقص في اليد العاملة المختصة...
أما السيد عبد الستار عطية مؤطر بالتكوين والتدريب المهني بالجهة اشار إلى ان اقبال الشبان على اكتساب المعارف و الكفاءات لمثل هذه القطاعات بات ضئيلا وتوجه إلى السلط لمعنية بضرورة توفير المنشآت المتطورة وتوفير مراكز تؤم جميع الاختصاصات للحد من البطالة كما كد على ضرورة مراجعة منظومة التكوين المهني ليكون فرصة سانحة لعديد الشبان في مواكبة العصر وثمن بدوره انيس الدريدي صاحب مشروع صقل الرخام على ضرورة اقبال الشباب على تعاطي النشاط لتحقيق مورد رزق واختتم حديثه ان هذه القطاعات تحقق رباح طائلة مقارنة بالعمل في الحضائر والتي لا تستجيب لمتطلبات العيش الكريم وبعيدا عن سياسات التشغيل الهشة والاعتماد على الذات...
وما نلخص اليه من احاديث كل ارباب العمل ان هذه العوائق باتت تستدعي التدخل لعاجل من لسلط وتظافر المجهودات للنهوض بهذه القطاعات..