تلاميذ وطلبة وخريجو جامعات عبروا للشروق عن استيائهم مما يحدث في تونس وخاصة من المطب الذي دخلت فيه تونس منذ مدة بسبب التحوير الوزاري وما نتج عنه من استقالة رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي. قرروا مقاطعة التلفزات التونسية وعدم مشاهدتها واقتصار متابعتهم لها من خلال البرامج الرياضة بالنسبة للذكور او المسلسلات والمنوعات بالنسبة للنساء والفتيات. درة طالبة جامعية تقول ان تركيز التلفزات والاذاعات التونسية على السياسة والحوارات السياسية جعلها وعدد هام من صديقاتها ومعارفها يقاطعون وسائل الاعلام التونسية بانواعها (المرئية والمسموعة والمكتوبة) وتقول الكل يتحدثون عن السياسة ويناقشون المواضيع السياسية. كل هذا التركيز اصابنا بالصداع وجعلنا نلجأ لوسائل الاعلام العربية والاوروبية للترويح عن انفسنا وتغيير الاجواء التي أصبحت مسمومة بالسياسة.
مهاترات لا تعنينا
معتز وجبران وحسام يرون ان ما يحدث في وسائل الاعلام الان هو من قبيل المهاترات الاعلامية التي تنقل المهاترات السياسة وان الامر لا يعنيهم ولذلك فهم لا يشاهدون البرامج الحوارية والمنوعات التلفزية التي تركز على طرح ومناقشة الوضع السياسي في تونس حاليا.
معتز يقول انه لا يتابع الاّ اخبار الرياضة وبالتحديد اخبار كرة القدم وان المساحات الاعلامية المخصصة للحوارات والنقاشات السياسية لا تعنيه وان تغيير الوزراء لا يهم الشباب بل ما يهمهم هو برامج التشغيل والاجراءات المتخذة من قبل الحكومة لتخليصهم من البطالة والاحتياج.
جبران ايضا يرى ان التركيز على التحوير الوزاري من قبل وسائل الاعلام امرا مقلقا للتونسي الذي مل من حوارات ونقاشات السياسيين ومعاركهم من اجل الكراسي والمناصب ولهذا السبب نجد اغلب الشباب التلمذي والجامعي لا يتابع وسائل الاعلام بل وصل الى مقاطعتها ونبذها.
سهام طالبة جامعية تقول ان ما يحدث في وسائل الاعلام بما فيها الصحافة المكتوبة اصابنا فعلا بالغثيان والصداع وأصبحنا منزعجين من الخطاب الاعلامي السائد الذي يتلخص في تبادل التهم بين السياسيين واصحاب الاحزاب والتكرار من قبل الاعلاميين.
فما تقرأه في الجرائد تقول سهام تسمعه في الاذاعة وتشاهده في التلفزة, وهذا الامر جعلنا نسأم هذا الخطاب الاعلامي الممجوج. هذا الموقف يتبناه الشاب حسام مضيفا ان الشاب التونسي مل من الوعود الكاذبة والنقاشات التي لا طائل من ورائها , ويرى ايضا ان ما يحدث على الساحة السياسية هو ملهاة للشعب وتغيير وجهة المواطن التونسي الذي صنع الثورة للمطالبة بحقه في العمل والكرامة والحرية.
اغتيال للثورة
دخول البلاد في ازمة سياسية منذ اشهر بسبب التحوير الوزاري وصفه أيمن بأنه عملية اغتيال للثورة وتحويل وجهتها من ثورة على الظلم والاستبداد الى ثورة الاستبداد بالرأي واقتسام الغنيمة باسم الشرعية الانتخابية.
أيمن قال انه مهتم بما يحدث على الساحة السياسية في تونس وانه يتابع باستمرار البرامج السياسية التلفزية لكنه خلص الى ان الاعلام ساهم بقسط كبير في تحويل وجهة الثورة بالتواطؤ مع أطراف سياسية هدفها الاساسي ممارسة السلطة والتلذذ بالتسلط تحت تسميات مختلفة.
محمد امين من المتابعين للشأن السياسي ومن المواكبين لاهم التطورات على الساحة الوطنية ولكنه ايضا من الذين ملوا التلاعب السياسي المفضوح باسم ما يسمى بالشرعية الانتخابية ويرى ان مسلسل التحوري الوزاري طال اكثر من اللازم وان المهاترات السياسية الحاصلة الان لا تخدم سوى الطبقة السياسية التي استفادت من الثورة اكثر من غيرها.
أما بدر فقال ان ما يحدث الان هو اغتيال للثورة وتلاعب باعصاب الشعب وتمييع لاهم القضايا التي مثلت محور انطلاق الثورة في تونس. ويسوق بدر مثالا لما يحدث بالجبهة الشعبة التي تركت مهمة البحث عن قاتل شكري بلعيد لتنغمس في امور سياسية بعيدة كل البعد عما يشعر به ابناء الجبهة الشعبية حسب قوله. بدر أشار ايضا الى ان مسألة التحوير الوزاري أصبحت عبارة عن مسلسل ممجوج وسيئ الاخراج وما على الحكومة الا الاقلاع عن القيام بمسرحيات لن تنطلي على التونسي والاسراع في كتابة الدستور وتحديد موعد للانتخابات يخرجها من مرحلة المؤقت التي أصابت التونسي بالمقت.