انطلقت المسيرة الشعبية التي جاءت تحت عنوان «الشعب يريد تحرير البلاد» من ساحة محمد علي من امام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل وصولا لشارع الحبيب بورقيبة وسط حضور امني مكثف تواجد منذ الساعات الاولي لصباح امس . «الشعب يريد شكون قتل بلعيد» و«ديڤاج علي العريض» «يا شكري يا حشاد النهضة باعت البلاد» و«كلنا شكري بلعيد» و«يسقط يسقط حزب الاخوان» هذه الشعارات وغيرها رفعتها حشود المتظاهرين بشارع الحبيب بورقيبة الذين توافدوا منذ الساعة الواحدة بعد الزوال من يوم امس وبدا المحتجون بالهتاف «نريد حق الشهيد» ليلتحق بهم صالح بلعيد والد الشهيد وسط تصفيق الحضور والهتاف باعلي صوت «الشعب يريد الحقيقة».
سياسيون وفنانون
حضرت بعض الوجوه السياسية للمشاركة في هذه المسيرة على غرار منجي الرحوي القيادي في حزب الديمقراطيين الوحدويين وعصام الشابي عن الحزب الجمهوري الذي اكد انه تواجد كمواطن تونسي وليس بصفته الحزبية وذلك للمطالبة بالكشف عن قتلة الشهيد شكري بلعيد واصفا هذا التحرك بانه مبادرة وطنية مستقلة عن الاحزاب قائلا «نريد ان نعرف من هي يد الغدر التي اغتالت بلعيد ولماذا تتكتم وزارة الداخلية عن الابحاث؟ لذلك ادعوكل التونسيين لمواصلة الضغط علي الحكومة القادمة للعمل على كشف ملابسات عملية الاغتيال وعليها ان تلتزم الوضوح امام الراي العام فقد سئمنا أعذارهم» ومن جهتها قالت الفنانة الملتزمة «امال الحمروني» انها تثق بالشباب التونسي وبرؤيتهم السياسية ولعل رفضهم للديكتاتورية والظلم جعلهم ينتفضون ويطالبون بمسح الغبار عن حقيقة اغتيال الشهيد الذي لطالما دافع عن حقوق المواطنين والفقراء .
إذن وجوه فنية وسياسية ارادت ان تشارك في مسيرة «الشعب يريد تحرير البلاد» بصفتهم مواطنين لا بصفتهم الحزبية اوالفنية رافعين لعديد الشعارات على غرار «كلنا بلعيد» و« من اغتال بلعيد لا يعرف طعم العيد» ووسط اغاني ملتزمة تعالت الاصوات المرددة لاسم الشهيد حيث صرخت احدي قريباته بغضب امتزج بالألم « دمك لن يضيع ولوكلفنا ذلك حياتنا ايها المناضل الثوري الذين اخمدوا صوتك باكرا بطلقات الغدر ولكن روحك معنا ولن ننسي الوعد ايها البطل».
مجلس الشوري
رفع أمس المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها «ياشعب فيق مجلس الشورى يحكم فيك» مرددين لشعارات منددة بتدخل هذا المجلس في القرارات الحاسمة للبلاد حيث قالت ليلي بن سليمان ان التعينات الوزارية تخرج من مبني «مونبليزير» وليس من رئاسة الحكومة مطالبة بوضع حد لمثل هذه التجاوزات الخطيرة على حد وصفها وايدتها في موقفها سليمة عيدي مضيفة في نفس السياق ان تونس تحتاج لكفاءات ابنائها للخروج من هذه الازمة التي انهكت البلاد وساهمت في انهيار اقتصادها متسائلة عن مصير البلاد وهنا تدخل احد الداعين لهذه المظاهرة وهو ادمين احدى الصفحات الفايسبوكية قائلا ان هذه المسيرة التي وصفها بالضخمة ستتكرر لايقاف نزيف الاغتيالات السياسية ولكي لا تتكرر مع باقي السياسيين المعارضين .
حزب الاخوان
كل الشعارات التي رفعت امس كانت في معظمها ضد حركة النهضة واستهدفت قياداتها وخاصة زعيم الحركة «راشد الغنوشي» مرددين في هذا السياق «خبز وماء والغنوشي لا» أما بالنسبة ل«حمادي الجبالي» رئيس الحكومة السابق فقد وجه له المتظاهرون عديد الشعار ات مثل «لن تخدعنا يا جبالي» و«اعتذاراتك غير مقبولة» مرددين ايضا «فليسقط حزب الاخوان» و«يا شكري ويا حشاد النهضة باعت البلاد» ووصفت سهام الهذيلي تصريحات النهضويين بانها استفزازية وتخدم اجنداتهم السياسية فقط واخر اهتماماتهم مصلحة شعبهم مطالبة اياهم بالرحيل قبل ان تنهار البلاد علي حد تعبيرها ومن جهتها اكدت احلام الصدقي احدى المحتجات ان اقنعة معظم السياسيين سقطت اثر اغتيال الشهيد شكري بلعيد وانكشف حبهم العميق للكراسي وكنا نامل خيرا في بعض الشخصيات السياسية ولكن خوفها من الاغتيال جعلها تتراجع عن المطالبة بالحرية والكرامة والشغل هذه الاهداف التي ثار من اجلها الشباب التونسي من بنزرت لبن قردان .
لا «شكوطوم» ولا حافلات
قال سامي «توكابري» وهو من احد الشباب الناشط في ال«فايس بوك» ومن الذين دعوا لهذه المظاهرة ان الحضور كان كثيفا رغم ان المسيرة كانت مبادرة شبابية بدأت من صفحات التواصل الاجتماعي ولا يوجد فيها توزيع للمال أو«الشكوطوم» أو جلب المواطنين من باقي ولايات الجمهورية كما فعلت حركة النهضة في الاسبوع الفارط واصفا هذا التحرك «بالتاريخي» وكما ردد عدد من الشباب الحاضر شعارات يتهكمون من خلالها على مسيرة النهضة على غرار «لا شكوطوم ولا 20 دينار الشعب يريد الحرية» .
قوات الامن كانت حاضرة بكثافة امس حيث انتشرت علي كامل شارع الحبيب بورقيبة موزعين ايضا على الأنهج المحيطة به وكما دعاهم المحتجون للتمسك بمطلبهم المتمثل في الأمن الجمهوري وان لا يكونوا اداة بيد اي وزير مهما كان انتماؤه السياسي وعندما مرت حافلة مليئة بعشرات رجال قوات التدخل من الشارع اعترضها عدد من المحتجين واوقفوهم لبعض الدقائق ليسألوهم من قتل شكري بلعيد ؟ ورغم بعض الاستفزازات الا ان الأمنيين لم يردوا الفعل واتسمت ردة فعلهم بالهدوء .