منح الكيان الصهيوني أول ترخيص للتنقيب عن النفط في هضبة الجولان السوري المحتل لشركة إسرائيلية خاصة الأمر اعتبره مراقبون «إعلان حرب» حقيقية على دمشق يستدعي الرد الحاسم والحازم من الجانب السوري. قررت إسرائيل استصدار أول ترخيص للتنقيب عن النفط في هضبة الجولان السوري المحتل لشركة يترأسها وزير إسرائيلي سابق.
ابتلاع نصف الجولان
ويسمح الترخيص للشركة بالتنقيب في أماكن بالهضبة تعادل نصف مساحة الجولان، في ظل توقعات بردود فعل دولية منتقدة لهذا المشروع، على اعتبار أن المجتمع الدولي يعترف بالجولان على أنه أراض محتلة وليست أراض إسرائيلية.
وربطت صحيفة «جلوبس» الاقتصادية الموضوع بزيارة رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما إلى تل أبيب نهاية الشهر الجاري، مذكّرة بأن إسرائيل سبق أن صادقت على مشاريع بناء في شرقي القدسالمحتلة قبيل زيارة نائب الرئيس جو بايدن الأخيرة، في حين تقرر قبل أيام من زيارة أوباما المصادقة على أول ترخيص للتنقيب عن النفط في الجولان، الأمر الذي قد يثير سخط الولاياتالمتحدة، كما حدث في موضوع القدسالمحتلة من قبل.
وأوصى مجلس النفط، التابع لوزارة الطاقة والمياه في إسرائيل، بمنح الترخيص لشركة «جيني» التي يملكها مستثمرون يهود وأجانب معروفون، ويترأسها الوزير الإسرائيلي السابق إيفي ايتام.
ويأتي قرار استصدار أول ترخيص بعد إجراء فحوص جيولوجية أشارت إلى احتمالات العثور على كميات كبيرة من النفط في المناطق الجنوبية من هضبة الجولان، وعليه قرر وزير المياه والطاقة «عوزي لانداو» الإعلان عن هضبة الجولان منطقة مفتوحة لعمليات البحث والتنقيب عن النفط والغاز.
وبعيداً عن النجاعة الاقتصادية المتوخاة من المشروع، فإنه يحمل معاني رمزية بالنسبة للوزير السابق إيفي ايتام، الذي يقيم في إحدى المستوطنات الإسرائيلية الجاثمة على أراضي الجولان، كما سبق له أن شارك في حرب 1967 ضد سوريا وتم تكريمه على ذلك.
في العام 1981 فرضت إسرائيل قوانينها على الهضبة باعتبارها جزءاً من أراضيها، إلا أن هذه الخطوة الإسرائيلية لم تلاق اعترافاً دولياً، وصنفت على أنها انتهاك للقانون الدولي الذي يعتبرها أراض محتلة، وعليه فإن استخراج النفط منها هو انتهاك للقانون.
الحرب الرابعة
ويرى مراقبون أن الاغتصاب الصهيوني لثروات هضبة الجولان السوري المحتل من شأنه أن يشعل الحرب الإسرائيلية السورية الرابعة بعد (1948 و 1967 و1973) مؤكدين أن دمشق لا تزال تتمسك بحقها التاريخي والسياسي والاقتصادي في الجولان المحتل.
وأشاروا إلى أن الكيان الصهيوني استغل الأزمة المشتعلة في سوريا منذ ما يناهز السنتين وحالة الاستنزاف التي يعيشها الجيش السوري وهو ما تجسد في انسحابه من عدة مواقع حدودية من بينها مراكز حدودية بين سوريا وفلسطين المحتلة.