حذرت تقارير اعلامية صهيونية أمس من تحوّل تهديدات دمشق بقصف كل المدن والقرى الاسرائيلية الى حقيقة في حال لم تسترجع سوريا الجولان المحتل فيما ذكرت مصادر بريطانية طرح سوريا خطة سلام تبادل استعادة السيطرة على الجولان باعلان انتهاء حقبة العداوة بينهما. ودعت صحيفة «هآرتس» الصهيونية قادة الاحتلال الى إعادة احياء المفاوضات مع سوريا بهدف توقيع اتفاق تسوية معها بدلا من التهديدات الجوفاء بالحرب. ونبهت الجريدة الى أن تمسك بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني برفض الحديث مع دمشق لأنه يرفض الشروط المسبقة أو لتمسكه بوجهة نظره الرافضة لترك مرتفعات الجولان فعندها على اسرائيل عدم التفاجئ اذا تحولت تهديدات سوريا الى واقع. ورأت أن اسرائيل تخشى من ان تكون محاطة بصواريخ قادرة على ضرب المدن وقواعد سلاح الجو، مشيرة الى أن هذه التوجسات أصبحت حقيقة ملموسة في قطاع غزة ولبنان وسوريا. واعتبرت ان حرص واشنطن على تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط ودعوتها لتل أبيب الى ضبط النفس دليل على أن الولاياتالمتحدة تهاب آثار وردود الفعل السورية. وقالت في هذا السياق إن نائب الرئيس الامريكي جوبايدن سيؤدي زيارة الى الاراضي الفلسطينية المحتلة الاسبوع المقبل حيث من المفترض ان يحث الصهاينة على ضبط النفس وتجنب أي عمل عسكري في الوقت الحاضر. خطة سلام في سياق متّصل، قالت الباحثة البريطانية غبرئيل ريفكيند التي اجتمعت، ديسمبر المنصرم بوزير الخارجية السوري وليد المعلّم ان الاخير أبلغها استعداد بلاده قبول انسحاب اسرائيلي من الجولان على مراحل مقابل اعلان انتهاء حقبة العداوة بينهما وفتح ممثليات للطرفين. ووفق مصادر اعلامية متطابقة فإن دمشق مستعدة لقبول انسحاب صهيوني تدريجي يبدأ بانسحاب من 75٪ من الجولان يقابله فتح مكتب اسرائيلي في السفارة الامريكيةبدمشق وينتهي بانسحاب كامل من الهضبة يوازيه فتح سفارة سورية في تل أبيب. ونقلت الباحثة عن المعلّم اشارته الى أن المرحلة الثانية تستدعي تدخلا امريكيا مباشرا في المفاوضات وخاصة في ما يتعلق بالترتيبات الامنية مؤكدا حسب ذات المصدر ان سوريا معنية بالسلام وعلى اسرائيل الاعتراف بحقها (حق سوريا) في كل شبر من الجولان... وان الارض مقدسة للسوريين. وفي سياق حديثه عن علاقات سوريا بايران و«حزب الله» و«حماس» وحركات المقاومة العربية نسبت ريفكيند للوزير السوري قوله: إن علاقة دمشق بهؤلاء ليست محور تفاوض... إذ أن سوريا دولة ذات سيادة ولا يمكن بحث الموضوع قبل التوصل الى تسوية سلمية. وفي المقابل، رجحت الباحثة البريطانية قيام دمشق بدور محوري للتوصل الى هدنة طويلة الأمد بين اسرائيل وفصائل المقاومة في حال التصول الى تسوية دائمة.