من بين المرافق الصحية التي تحتضنها معتمدية المطوية التي تعد أكثر من 25 ألف نسمة نجد المستشفى المحلي بوذرف إلى جانب مركز لرعاية الأم والطفل بالمطوية وسبعة مراكز للرعاية الصحية الأساسية. هذه المراكز تتوزع على كل من المطوية الجنوبية، المطوية الشمالية، العوينات، العمارات، العكاريت، الهيشة والميدة.
ورغم أهمية هذه الهياكل الصحية التي تساهم في تقريب الخدمات الصحية للمرضى فإن القطاع الصحي مازال في حاجة إلى الدعم والتطوير وهو ما أكده لنا عديد المهنيين والمواطنين الذين التقت بهم «الشروق» فهل أن واقع القطاع الصحي في هذه الربوع لا يساير الحاجيات الصحية للمواطنين نظرا لأن الإطارات العاملة والتجهيزات تبقى غير كافية لمجابهة هذه الطلبات اليومية. وبادرنا لقاءنا بمحاورة السيد لسعد بن محمود حيث أجابنا قائلا أنه لعل أهم مثل يستحضرني هو ذاك القائل بأن الصحة تاج على رؤوسنا وليكون الوضع الصحي على ما يرام وجبت العناية به أكثر مما هي عليه اليوم فالقطاع العمومي يلاقي منافسة غير ندية من القطاع الخاص ولذلك يجب تطوير منظومتنا العمومية وتحسين خدماتها التي تتضاءل يوميا وفي منطقتنا يجب التسريع بتجهيز المركز الصحي الوسيط بالمطوية والذي بقي موصدا بعد إتمام أشغاله لتتحسن الخدمات الصحية بالمطوية فتقلل العبء على المراكز الصحية المجاورة محليا وجهويا. ويشاطره الرأي في تحقيق هذا المطمح السيد سيف الدين السويح الذي تساءل بدوره عن موعد دخول هذه المؤسسة الصحية في طور الاستغلال خاصة وقد مر على بنائها أكثر من عام وقد أبدى تخوفه من إمكانية تأثير طول فترة غلقه على الجدران والأسقف كما طالب بضرورة تركيز قسم للطب الاستعجالي في المطوية نظرا لأهمية عدد المتساكنين الذي يبلغ أكثر من عشرة ألاف نسمة. ويؤكد أيضا السيد محمد بالشيخ على الإسراع في فتح المركز الصحي الوسيط لتفادي المرضى مصاريف اضافية عند التنقل الى خارج المطوية ويطالب ضيفنا بإحداث قسم للطب الاستعجالي وتخصيص سيارة إسعاف على ذمة المتساكنين كما دعا الى تكليف عون بالمؤسسات الصحية لمساعدة المواطنين على التعريف بإجراءات التكفل للأمراض المزمنة. وأبرز السيد صفوان البكوش أنه نظرا لما يحيط المطوية ومتساكنيها من عديد النفايات منها ما تفرزه المعامل الكيميائية بغنوش من غازات وتلوث هوائي ومعمل الإسمنت ومجمع الفواضل المنزلية المحلي بالمطوية ألحقت أضرارا متعددة بات من الضروري العمل على مزيد تطوير القطاع الصحي في هذه الربوع من حيث العناية بالبنية الأساسية كمركز رعاية الأم والطفل بالمطوية وتوفير الاختصاصات الطبية مما يساهم في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
أما السيد سامي بن محمد فقد لاحظ نقصا في الموارد البشرية العاملة بالمستشفى المحلي بوذرف وطالب بدعم طب الاختصاص على غرار طب الأطفال وطب القلب بغية تخفيف العبء عن المستشفى الجهوي بقابس وتخصيص سائق ثان خلال الفترة المسائية والليلية ومزيد تعهد البنى التحتية وصيانة البناءات خاصة قسمي العيادات الخارجية وطب الاستعجالي وتوفير الحراسة في الفترة النهارية وتركيز مكتب القبول بقسم طب الاستعجالي ومزيد تطوير معدات مخبر التحاليل الطبية نظرا لتقلص عدد أنواع التحاليل الجارية بالمستشفى .فيما يقترح السيد صابر بن سعيد تركيز قاعة علاج بحي خير الدين بوذرف نظرا لطول المسافة الفاصلة بين هذا الحي والمستشفى ودعا إلى التفكير في صيانة المركز الصحي القديم الذي تعرض للحرق واستغلاله في أغراض صحية كإمكانية تحويله إلى مركز لرعاية الأم والطفل. أما السيد محمد الطاهر السنوسي الكاتب العام للنقابة الأساسية لأعوان الصحة بالمستشفى المحلي بوذرف فقد اشتكى من نقص الإطار الطبي والتمريضي وطالب بدعم العاملين الحاليين وإحداث مركز صحي للعيادات الخارجية داخل مدينة وذرف وتطوير ميزانية الصيدلية وتوقير الحماية لأعوان قسمي الإستعجالي بكل من وذرف ومنزل الحبيب وتعزيز الخدمات الصحية بمنزل الحبيب بفتح قسم للتوليد نظرا لتوفر الفضاء المناسب وطول المسافة الفاصلة بين مركز المعتمدية ووذرف. وفي لقاء مع السيد محمود البيولي مدير المستشفى المحلي بوذرف أفادنا قائلا بأن السنة الجارية ستشهد إفتتاح المركز الصحي الوسيط بالمطوية وبناء مركزي الرعاية الصحية الأساسية بكل من الطلحة والقويعدة أولاد ضو بالإضافة إلى إعادة بناء مركز رعاية الأم والطفل بوذرف وإدخال أشغال صيانة على كل من المستشفى المحلي بوذرف ومراكز الصحة بكل من العكاريت والميدة ووادي الزيتون والفجيج وإحداث خزان ماء بالمستشفى لتفادي الضعف المسجل لتدفق مياه الحنفية إلى جانب اقتناء سيارة إسعاف كما أشار ضيفنا إلى أنه في إطار تعصير الخدمات الطبية المقدمة للمرضى بالمستشفى تم تزويد أقسام الأشعة والمخبر والاستعجالي والتوليد بتجهيزات حديثة من شأنها أن تساعد على توفير الخدمة المتميزة للمواطنين من خلال تعصير معدات قسم الأشعة وتنويع التحاليل الطبية وتحسين المراقبة الصحية وأكد محدثنا للشروق أيضا أنه تم تدعيم خدمات المستشفى بعيادات في طب العيون وطب الأمراض الصدرية وطب النساء وانتداب ثلاثة أعوان شبه طبي وقابلة إلى جانب تزويد المستشفى بآلة غسيل واقتناء سيارة مصلحة لمنزل الحبيب.