أرجعت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، التقدم الذي أحرزته المعارضة في سوريا مؤخرا إلى تدفق جديد للأسلحة الثقيلة، في محاولة جديدة من قبل القوى الخارجية لتسليح «المعتدلين» في الجيش السوري الحر، حسبما قال مسؤولون عرب وآخرون من المعارضة السورية. ويوضح هؤلاء المسؤولون أن الأسلحة الجديدة تشمل مضادات الدبابات وبنادق، تم إرسالها عبر الحدود الأردنية إلى محافظة درعا في الأسابيع الأخيرة لمواجهة التأثير المتزايد للجماعات الإسلامية المتشددة في شمال سوريا بتعزيز الجماعات الأكثر اعتدالا التي تقاتل في الجنوب.
الدولة المشاركة
واشارت الصحيفة إلى أن هذه أول أسلحة ثقيلة معروف أن مصدرها قوى خارجية مقدمة للمعارضة التي تحارب للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، ورفض المسؤولون الكشف عن مصدر هذه الأسلحة، إلا أنهم ذكروا أن الدول الأكثر مشاركة في دعم جهود المعارضة للإطاحة بالأسد قد أصبحت تشعر بقلق متزايد من النفوذ المتزايد للإسلاميين على حركة المعارضة المقسمة.
وتشمل هذه الدول الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين إلى جانب تركيا والإمارات والسعودية وقطر، وهاتان الأخيرتان هم الأكثر مشاركة بشكل مباشر في تزويد المعارضة بالسلاح. وقد شكل مسؤولون أمنيون من تلك الدول لجنة تنسيق أمني تتشاور بانتظام بشأن الأحداث في سوريا، وفقا للمسؤولين الذين لم تسمهم الصحيفة. وقالت ال «واشنطن بوست» إنه على الرغم من أن إدارة أوباما لا تزال ترفض تسليح المعارضة بشكل مباشر، إلا أنها تقدم مساعدات استخباراتية لهؤلاء المشاركين في الإمدادات. وقد رفض المسؤولون الأمريكيون التعليق على التسليح الجديد.
ويقول مسؤولون عرب ومسؤولو المعارضة السورية إن هدف هذه الإمدادات الجديدة هو تغيير التأثير غير المقصود لمحاولة تقديم أسلحة وذخائر صغيرة لقوات المعارضة في الشمال، التي توقفت بعد أن أصبح واضحا أن الإسلاميين هم المستفيد الأكبر منها.
وأكد مسؤول عربي، رفض الكشف عن هويته، أن «الفكرة كانت تقوم على أساس تزويد الدعم والتأكد من وصوله إلى الأخيار، لو أريد إضعاف جبهة النصرة المتشددة، فإن ذلك لن يكون من خلال حجب الأسلحة ولكن بتعزيز الجماعات الأخرى».
الرقابة الاسرائيلية
وفي اتجاه آخر ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أن تل أبيب تراقب عن كثب أنواع الأسلحة التي يتم إرسالها إلى «الثوار السوريين»، حيث يجري مسؤولون إسرائيليون مشاورات مع نظرائهم الأمريكيين حول طبيعة هذه الأسلحة، ومنع وصول ما يصفونه بالمعقد جداً منها إلى «الثوار» الذين يقاتلون للإطاحة بنظام بشار الأسد. وقال متحدث عسكري إسرائيلي رفض الكشف عن هويته خلال مقابلة مع صحيفة ماكلاتشي الأمريكية، نقلتها الصحيفة العبرية، إن إسرائيل لن تتدخل وتوقف شحنات الأسلحة إلى المتمردين في هذه المرحلة، ولكنها تريد أن تعرف حجم هذه الأسلحة وأنواعها».
وقال مسؤول عسكري آخر، «اعترف بأن إسرائيل تشعر بالقلق بسبب الضغط لمساعدة الثوار، والذي سيؤدي إلى وصول أسلحة لجماعات ذات صلة بتنظيم القاعدة». وأضاف المسؤول الإسرائيلي، «هناك ضغوط كبيرة على العالم الغربي لتعزيز الأسلحة وإرسالها إلى الثوار، بحيث تصل أيضا إلى جماعات إسلامية متشددة، ومن جهة ثانية بمجرد إرسال السلاح الى مكان ما لا يمكنك التحكم ومعرفة إلى أين يذهب والخوف هو أن السلاح سيستخدم في يوم من الأيام لإطلاق النار على الجنود الإسرائيليين».