كشفت مصادر اعلامية غربية مطلعة أمس أن كوماندوسا صهيونيا دخل سوريا بحثا عن الأسلحة الكيمياوية المزعومة ولتنسيق غزو بري ضد الشام فيما أوردت جهات سياسية أن واشنطن أطلقت عملية عسكرية سرية لتسليح المقاتلين المرتزقة. ذكرت صحيفة «صاندي تايمز» أمس الأحد أن قوات خاصة اسرائيلية تعمل داخل سوريا بحثا عن أسلحة كيميائية، وقد تنسّق مع الولاياتالمتحدة لغزو بري اذا ما تم اثبات استخدام نظامها للأسلحة الكيميائية.
دخول وتخريب
وقالت الصحيفة «ان مهمة جيش الدفاع الاسرائيلي عبر الحدود هي جزء من عمليات سرية جديدة لتحديد مواقع الأسلحة غير التقليدية في سوريا وتخريبها بهدف منع استخدامها». وأضافت أن «جيش الدفاع الاسرائيلي أمر قواته الخاصة بالقيام بهذه المهمة بعد أن رفض فكرة شن هجوم جوي أو بري لتدمير مخزون النظام السوري من الأسلحة الكيميائية، والتي اشترى معظمها من روسيا».
ونسبت الى مصدر اسرائيلي زعمه وادعائه «نعرف منذ سنوات الموقع الدقيق لمخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية والجرثومية، وساعدت الأقمار الاصطناعية والطائرات من دون طيار في تحديده». وأضاف المصدر «تلقينا مؤشرات في الأسابيع الماضية على تحريك مخزون الأسلحة الكيميائية والجرثومية الى موقع جديد». وأكدت الجريدة البريطانية «ان الولاياتالمتحدة واسرائيل قد تنسقان غزوا بريا لسوريا، اذا ما تم اثبات استخدام نظام الرئيس بشار الأسد فعلا للأسلحة الكيميائية».
عملية سرية
وفي سياق متصل، ذكرت ذات الصحيفة أن الولاياتالمتحدة أطلقت عملية سرية لارسال الأسلحة للمتمردين السوريين للمرة الأولى، في اطار تكثيف جهودها الرامية للاطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وقالت الصحيفة ان الولاياتالمتحدة سترسل مدافع هاون وراجمات صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات عن طريق دول حليفة في منطقة الشرق الأوسط تقوم بتزويد المتمردين بالأسلحة، وفقا لمصادر دبلوماسية مطّلعة.
وأضافت أن الأمريكيين اشتروا قسما من هذه الأسلحة من مخزونات نظام الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي الذي قُتل في العام الماضي، وتشمل صواريخ (سام 7)، التي يمكن استخدامها لاسقاط الطائرات.
وأشارت الى أن مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية على اتصال منتظم بالقادة الميدانيين لقوات المعارضة السورية المسلحة ويتحدثون معهم كل يوم عبر «سكايب»، وطلبوا منهم مرارا وتكرارا مدهم بالمزيد من الأسلحة.
وقالت ان الرئيس باراك أوباما صادق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية « سي آي ايه» على القيام بعملية سرية لدعم قوات المعارضة في وقت سابق من هذا العام، فيما تعمل قوات خاصة وضباط استخبارات على الأرض في سوريا منذ مدة.
ولفتت الى أن قرار الولاياتالمتحدة تزويد المتمردين بالأسلحة يأتي في أعقاب الكشف عن تحركات في مواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا، مما جعل البيت الأبيض يحرص بصورة متزايدة على تعجيل انهاء النظام السوري وضمان أن يكون للولايات المتحدة تأثيرا مع أي حكومة سورية خلال مرحلة ما بعد نظام الأسد. وقالت (صندي تايمز) ان الولاياتالمتحدة «سترسل المزيد من المستشارين لتقديم المشورة الاستراتيجية وادارة امدادات السلاح» للمعارضة المسلحة في سوريا.