من المفارقات العجيبة في ولاية سوسة أن نجد واحدة من أكبر معتمدياتها بلا معهد ثانوي والحال أنها ثاني معتمدية من حيث المساحة ومن بين أكثر المعتمديات تعدادا للسكان وهي كندار. وفي المقابل نجد بكندار مدرسة اعدادية تضم الناجحين من المرحلة الابتدائية من 15 مدرسة (7 من المعتمدية و8 من خارجها) بحكم قربهم من مدينة كندار أمثال مدرسة النقر والشياب والبورة وغيرها من معتمدية القلعة الكبرى. ونتيجة لغياب معهد ثانوي بكندار يتكبد يوميا تلاميذ هذه المعتمدية مشقة السفر 25 كلم وهذا لمن يقطنون مدينة كندار للتحول سواء إلى معهد النفيضة أو القلعة الكبرى بحكم أن كليهما يبعد نفس المسافة للدراسة أما أولئك القاطنين خارج مقر المعتمدية فهم يقطعون بين 50 و40 كيلومترا أمثال تلاميذ منطقة البشاشمة وعكارة وبئر الجديد والبلالمة.
هذه الوضعية أثرت على التلاميذ على مستوى النتائج وجعلت بعضهم ينقطع حتى عن الدراسة والانصراف إلى مجالات حياتية أخرى ان لم نقل أشياء أخرى وخاصة الاناث حتى أن احداهن من منطقة البشاشمة وصفت الدراسة في معهد ثانوي من المذكورين والتحول اليه فقط يوميا بقطع مسافة 75 كيلومترا أشبه بالأشغال الشاقة من خلال استعمال اثنتين أو ثلاثة وسائل نقل مختلفة وكل هذا اضافة إلى المصاريف التي تتكبدها عائلة تلميذ من الريف والحال أن ظروفها الاجتماعية بطبعها قاسية وصعبة للغاية. وبالنظر إلى هذه الحالة فإنّ الوضع يتطلب إحداث معهد ثانوي بمدينة كندار أو على الأقل اضافة قسم أو اثنين من أقسام الثانوي على الأقل بالمدرسة الاعدادية بكندار وهذا ممكن بحكم وجود بعض القاعات الشاغرة حسب بعض الكوادر من المدينة في انتظار البقية وهذا كحل وقتي لأن في ذلك خدمة كبيرة جدا لتلاميذ المنطقة الذين يعانون بحق في التحول إلى المعاهد الثانوية المجاورة وعددهم كبير جدا.