عمادة «البشاشمة» التابعة إلى معتمدية كندار منطقة استراتيجية للغاية نظرا لقربها الشديد من ولاية القيروان (18 كلم) رغم أنها تابعة إداريا إلى ولاية سوسة (45 كلم). ولكن المواطنين بهذه المنطقة يقضون أغلب شؤونهم في مدينة القيروان. فمنطقة «البشاشمة» رغم أنها تقع على طريق حيوية ونشيطة للغاية إلا أنّه تغيب عنها أغلب المرافق الحياتية الضرورية مثل مكتب بريد مما يضطر المواطنين للتحول إلى معتمدية كندار (17 كلم) يوميا إضافة إلى غياب مدرسة اعدادية وما يترتب عنها من أتعاب ومصاريف إضافية ترهق الأولياء من ذوي الدخل المحدود, خاصة وان التلاميذ يضطرون إلى الدراسة إما في القيروان أو في كندار. المواطن علي بوزيد عبّر ل«التونسية» عن استغرابه من عدم الاهتمام بالبشاشمة التي تتوفر بها قرابة 6 آلاف ساكن وأكد أن جهتهم «مفقرة» من كل ما هو ضروري فلا مصانع ولا معامل ولا تشغيل ولا محلات. وشدد في كلامه على حاجة «البشاشمة» الأكيدة إلى مركز حرس أو شرطة للتصدي للمنحرفين والمتسكعين وتهوّرهم خاصة في الليل أمام الجامع والمنازل مما أقلق راحة الأهالي. علي بوزيد أشار أيضا إلى أن «البشاشمة» في حاجة أيضا إلى مكتب بريد لتيسير قضاء شؤون المواطنين وتخفيف مصاريف التنقل وأضاف أيضا «نحن لا ندري هل ننتمي إلى سوسة أو إلى ولاية القيروان». وعلل كلامه بعدم زيارة المسؤولين لهذه المنطقة وتفقد أحوالها على مستوى التنمية والتشغيل وعلى المستوى الصحي. كما استنكر افتقار المنطقة الى مستشفى يوفر خدمات صحية ممتازة في ظل عجز المستوصف عن استيعاب السكان لافتقاره إلى أبسط التجهيزات الطبية خاصة وأن هذه المنطقة معروفة بعديد الحوادث القاتلة على طريقها. «البشاشمة» تعاني من مصاعب اقتصادية واجتماعية وحتى ثقافية هذا ما عبّر عنه الشاب جهاد بوزيد (18 سنة) إذ قال بأن دار الثقافة مغلقة منذ سنوات طويلة وهي الآن عبارة عن بناية مهجورة يرتع فيها المتسكعون والدواب إضافة إلى تكدس الفضلات والأوساخ. وقد عبّر عن استيائه من تهميش شباب «البشاشمة» على جميع المستويات مما جعل أغلبهم يضطر للنزوح إلى سوسة والوطن القبلي والعاصمة من أجل لقمة العيش. كما طالب أيمن (ميكانيكي) السلطات الجهوية ووالي سوسة بضرورة العناية بمنطقتهم والتشجيع على بعث مؤسسات صناعية واستثمارية بالجهة لتتخلص من التهميش الذي رافقها لسنوات رغم موقعها الاستراتيجي وانفتاحها على عديد المناطق.