بين ثنايا فقر مدقع تقبع منطقة فروجة بولاية بنزرت بسبب طرقاتها المهترئة وبسبب افتقارها لمدرسة ومستوصف ومركز بريد وما يزيد الطين بلة الانقطاع المتكرر للماء الذي يتبع جمعية مائية. هذه أسباب مجتمعة جعلت المنطقة في حالة أقرب للعزلة ولتدفع الأهالي لمناشدة المسؤولين بإيلاء نصيبا من البرامج التنموية لمنطقتهم وجعلها ضمن حساباتهم فقد طال انتظارهم على أمل الانفراج لكن لا جديد يذكر.
للكشف عن ملامح التهميش الذي يرزح تحت عبئه أهالي منطقة فروجة زرنا المنطقة ووجدنا حقيقة الحرمان يصرخ بها الطريق الرث المليء بالحفر والذي استصعب حتى على الحمير والشاحنات العملاقة عبوره فما بالك بطفل أو شيخ خاصة مع انعدام الإنارة في المكان. ومن هذا الطريق نكتشف أن منطقة فروجة عانت منذ عقود من التهميش والإقصاء وعاشت على صفيح ساخن عمقه تناسي المسؤولين لها فقد غابت فيها المدرسة فيضطر الأطفال لتحمل رداءة الطريق وبعد المسافة للذهاب إلى مدرسة الجميعات وهو ما يتعب الآباء والأبناء وهو كذلك ما تسبب في الانقطاع المبكر على الدراسة كما تسبب في نزوح العديد من العائلات إلى مناطق أخرى بها مدارس حتى وإن أقاموا في بيوت قصديرية.
كما تفتقر هذه المنطقة إلى مستوصف لذا يذهب الأهالي إلى أماكن أخرى للعلاج حتى وإن كان المريض في حالة سيئة ويتطلب علاجا مستمرا لهذا يطالب أهالي المنطقة بتوفير مستوصف صغير يلبي حاجيات خاصة أولئك الذين يحتاجون إلى المتابعة الصحية اليومية. وعلاوة على هذا لا تحتوي هذه المنطقة على مركز بريد رغم أهميته خاصة لكبار السن لأخذ منحة التقاعد أو لأخذ منحة الإعاقة لبعض الأشخاص. فيتكبد سواء كبار السن أو ذوي الإعاقات الصعاب لصرف المنحة في مكان آخر. وتطول قائمة النقائص لنلمح أن منطقة فروجة خارج حسابات المسؤولين وخارج دائرة التنمية والأغلب أنها خارج الخارطة.
وعن معاناة الأهالي يحدثنا الشيخ علي بالطيب عمره 79 سنة وهو يعمل في حانوت صغير وعلى لسانه نسمع سنوات حرمان المنطقة من أبسط مقومات الحياة البشرية ويؤكد أنه منذ نعومة أظافره لم يتغير شيء ويعلن استعداده للتبرع بأرض لبناء مدرسة ومستوصف «لتخفيف المعاناة وحتى لا تبقى فروجة دون أهلها» ويقول السيد محسن البجاوي عمره 44 سنة وهو أب لطفلين يقول:«الوضع تاعب ومتغير شيء منذ ولدت» ويضيف نور الدين الهرماني عمره 49 سنة وهو أب ل4 أطفال عاطل عن العمل:«المستوصف والمدرسة حاجة أساسية» ويتدخل بشير هرماني عمره 50 سنة ليرفع الستار عن مشكل آخر عويص ألاء وهو الانقطاع المتكرر للماء الذي يتبع جمعية مائية.هكذا هي حال منطقة فروجة التي تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم والتي بقيت مهمشة طيلة عقود ويناشد أهلها السلطات المعنية أن تنتبه إليهم