اوضاع صعبة تشهدها بعض أحياء مدينة قفصة لعل أشدها سوءا ما يوجد بحي الصبط الذي يفتقر الى ادنى المرافق الاساسية وذلك ما يطرح مشاكل حادة ومعاناة مستديمة للأهالي القاطنين بالمنطقة. زرناها صباحا والتي استفاقت ككل ايام السنة على صوت محركات الشاحنات القادمة من معامل المضيلة وزئير القاطرات القريبة للحي وثغاء الحيوانات وبكاء الاطفال الصغار في مشهد ريفي قروي لا يمت بصلة لمقومات المدينة رغم ان بعدها على قفصة مسألة كيلومترات لا غير فحي الصبط من ولاية قفصة يعد حوالي ستة الاف ساكن حسب احصائيات الاهالي بعد الثورة والذي يفتقر لابسط مقومات المدينة فباستثناء مستوصف خال من الوسائل العصرية للصحة وجامع صغير لا يتسع لرواده من الحي فالمدينة تعاني عديد الاحتياجات والتهميش منذ عقود رغم انها تضم عديد العروش مثل اولاد عبد الكريم والظواهر وبوسعد والردادية والعياشية والعكارمة ونفزاوة في تعايش سلمي رغم الخصاصة وحسب بعض شهادات الاهالي فان المدينة تضم اكثر من 2000 عاطل عن العمل اضافة الى اصحاب الشهائد العلمية (78) فباستثناء حضائر البناء فلا موارد عمل اخرى بالجهة. بدون مدرسة اساسية ولا اعدادية ورغم انها تعد اكثر من ستة الاف ساكن حسب احصائيات بعض اللجان بعد ثورة الكرامة الا انها محرومة من أبسط حق وهو التعليم فهي بدون مدرسة اساسية ولا مدرسة اعدادية فالاطفال الصغار يتكبدون مشقة التنقل الى القصر قرابة 3 كلم باتباع الطريق الخاصة بالشاحنات والسيارات في مشهد خطير متكرر كل يوم هذا بالاضافة الى لذعات البرد شتاء والحر مع بداية أواخر كل موسم دراسي وهو ما جعل ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة متفشية بالمنطقة المذكورة. غلق 3 معامل على مدى 4 عقود و ما زاد الطين بلة وما أزّم الوضعية الاجتماعية اكثر وجعل البطالة بالالاف هو الغلق التدريجي لثلاثة معامل كانت موجودة بالمدينة المذكورة وهي معمل الصابون والجافال ومعمل العلف المركب ومعمل الياجور وبقيت البناءات مهجورة وهي الى الان غير مستغلة وأصبحت متداعية للسقوط وقد لا يعرفها صغار المدينة لكن كبارها يذكرون المعامل الثلاث جيدا وكيف اغلق الواحد تلو الاخر كانها عقوبة على مدينة هادئة... لتفقد بذلك عديد العائلات بعض مواطن الشغل ومصدر رزقها بعد ما شد على اصحابها الخناق الى حد غلقها وتركها قبلة الحيوانات السائبة... مدينة محاصرة مدينة حي الصبط محاصرة من كل الجهات الاربعة بالسكك الحديدية من ناحية والتي لم يجن منها الاهالي غير الخطر الداهم وبطريقة مكتظة بالشاحنات من جهة ثانية والتي تربط بين مناجم المظيلة ومعتمدية القصر وبوادي بياش شبح الموت من طرف اخر والذي تراكمت به الاوساخ وسالت به مياه «السرب» وهو ما اثر سلبا على صحة المتساكنين وكثيرا ما طالب الاهالي بمعابر للمترجلين عبر خطوط السكة الحديدية ولكن لا من مجيب حتى الان... ويعيش سكان حي الصبط التابع اداريا لمعتمدية القصر فقرا تاما ظاهرا من خلال النمط البسيط لحياة المتساكنين وفي المساكن والمظهر العام للمدينة التي تعيش ايضا تهميشا اداريا تاما فرغم عدد سكانها الكبير الا انها تفتقر الى عمادة فهي تابعة اداريا الى معتمدية القصر وهو ما جعلها مهمشة على مر العقود ومع مجمل الحكومات السابقة... مدينة في حاجة ماسة الى تدخل عاجل ودعنا المدينة بعد معاينة حزينة لعديد المشاغل والنقائص والتي تبقى في حاجة ماسة الى تدخل عاجل وبرمجية ومخطط واضح بالنظر الى الكم الهائل من المشاغل والنقائص والمشاكل المتراكمة رغم ان الاهالي تفاءلوا خيرا بثورة الكرامة التي قد تفيد ثمارها مدنية المدينة واحقيتها بالحياة وبتوفير كل المقومات من شغل وصحة وتعليم وطرقات وغيرها...