عقدت حركة النهضة اجتماعا على مستوى المكتب التنفيذي مساء الأحد الفارط خصص لتدارس آخر المستجدات في الوضع السياسي العام بالبلاد وفي الحركة. هذا الاجتماع فرضته حالة الأخذ والردّ حول تكليف علي العريض بدلا عن نور الدين البحيري برئاسة الحكومة رغم ان هذا الأخير حاز على أغلبية الأصوات في مجلس الشورى كمرشح لهذه الخطة.
مصادر قريبة من حركة النهضة أكدت ل «الشروق» ان هذا الاجتماع خصص ايضا لإزالة ما علق في الأنفس من احتقان بعد استقالة الجبالي من رئاسة الحكومة وتفضيل العريض على البحيري لخلافة رئيس الحكومة المستقيل اضافة الى تقييم أداء المكتب التنفيذي الذي فيه مواطن خلل كثيرة وتفاوت صارخ في موازين القوى داخله لتيار المهجر على حساب تيار الداخل.
عرض «الداخلية» على البحيري
مصدرنا أكد ل «الشروق» ان المكتب التنفيذي وفي محاولة منه لترضية نور الدين البحيري عرض عليه تولي حقيبة وزارة الداخلية التي لن يشملها التحييد الذي شمل بقية وزارات السيادة لكن البحيري رفض العرض مرشحا بدلا عنه وزير الفلاحة في حكومة الجبالي السيد محمد بن سالم.
منسق عام للحكومة
في المقابل أصرّت عديد الاصوات داخل المكتب التنفيذي لحركة النهضة على فرض اقرار خطة المنسق العام للحكومة التي ترفضها بعض أحزاب المعارضة ولا يتحمس لها الضلعان الثانيان المكونان للترويكا حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات وحجة المنادين بإقرار هذه الخطة هو نفعها الكبير على أداء الحكومة في الفترة المقبلة التي تحتاج الى تكثيف العمل من أجل التسريع في تنفيذ البرامج التي تعود بالفائدة المباشرة على المواطن ويتقاسم معه مهمة الفصل في عديد الملفات التي تحتاج الى سرعة الحسم فيها وإذا أوكلت كلها الى رئيس الحكومة فإن النظر فيها سيتأخر أمام كثرة شواغله ومسؤولياته.
هذه الخطة رشح لها التيار المنادي بإقرارها السيد نور الدين البحيري لثقتهم في قدرته على القيام بأعبائها على أكمل وجه أما السبب الأهم حسب محدثنا فهو حتى لا يستفرد العريض بشؤون تصريف الحكومة ليتعاظم وقتها احتمال ارتكابه لأخطاء الوقت لا يسمح بتداركها كما حدث له في وزارة الداخلية التي لاقت طريقة تسييره للأمور بها نقدا شديدا في مجلس الشورى لم يمتد الى المكتب التنفيذي للحركة لغلبة التيار المناصر له داخله على بقية التيارات والآراء.
الحد من تنامي نفوذ تيار المهجر
محدثنا أكد لنا ان عديد الأصوات داخل المكتب التنفيذي طلبت بكل صرامة الحد من تنامي نفوذ تيار المهجر داخله والذي يناصر علي العريض على بقية قيادات الحركة من الصف الأول في إشارة طبعا الى دور شقيق رئيس الحكومة الجديد السيد عامر العريض رئيس المكتب السياسي للحركة وبين لنا محدثنا ان تيار المهجر يمثله في هذه الوضعية كل من حسين الجزيري ولطفي زيتون ومحسن الجندوبي والذي يرى البعض انه وراء تغليب كفة علي العريض على حساب نور الدين البحيري لتولي رئاسة الحكومة.