أكد وزير مغربي أن مالي تخوض حربا مصيرية ضد المسلحين معتبرا أن «هذه الأزمة تهدد أمن مالي فضلا عن الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل والصحراء». وقال سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي إن «مالي تخوض حربا مصيرية ضد الجماعات المسلحة التي تهدد سيادة ووحدة أراضيها».
مخاطر إقليمية
جاء ذلك في كلمة ألقاها العثماني خلال الدورة الثانية والعشرين لمجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأممالمتحدة، التي بدأت أول أمس، بمدينة جينيف السويسرية وفقا لما نقلته وكالة «الأناضول» للأنباء .
ولفت العثماني إلى أن بلاده عبرت منذ بداية هذه الأزمة عن «تضامنها الكامل مع هذا البلد الشقيق الذي يواجه أزمة غير مسبوقة في تاريخه»، بحد قوله. واعتبر أن «هذه الأزمة تهدد أمن مالي فضلا عن الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل والصحراء» .
ودعا العثماني إلى «تجاوز المرحلة الحالية في مالي من خلال العودة للعمل بالدستور» في هذا البلد الإفريقي، وفق الموقع الإلكتروني للخارجية المغربية. كما دعا «المجتمع الدولي لدعم دولة مالي حتى تتمكن من تجاوز أزمتها، من أجل مواصلة التنمية وبناء دولة ديمقراطية».
وتأتي كلمة العثماني بعد أقل من 24 ساعة من إشادة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، في تصريحات إذاعية بما وصفه «شجاعة فرنسا» في التدخل العسكري في شمال مالي في جانفي الماضي.
ودعت كل من المغرب وفرنسا في البيان الختامي للاجتماع المغربي الفرنسي رفيع المستوى، في الرباط يوم 13 ديسمبر الماضي، برئاسة كل من بنكيران، ونظيره الفرنسي، جون مارك أيرولت، إلى تنفيذ تدخل عسكري دولي في مالي.
وطالب البلدان في البيان مجلس الأمن الدولي بالمصادقة على إيفاد قوة إفريقية إلى مالي لدعم العمليات العسكرية لمساعدة الجيش المالي على طرد الجماعات المسلحة التي تتنازع من أجل السيطرة عليه منذ أفريل الماضي.
معارك وقتلى
من جهته أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أمس ان معارك «عنيفة بين القوات الفرنسية ومجموعات إسلامية مسلحة لا تزال متواصلة في شمال مالي وتوقع «الكثير من القتلى بين الجهاديين».
وقال متحدثا لإذاعة «أر تي أل «إن المعارك عنيفة ومتواصلة في الوقت الذي نتكلم فيه» في جبال إيفوقاس شمال مالي مضيفا أن «عدد الجهاديين الذين قتلوا كبير» بدون أن يورد المزيد من التوضيحات حول الأرقام.
وأوضح انه هناك قتلى «كل يوم» لكن القوات الفرنسية تأخذ «عددا قليلا جدا من الأسرى». وأضاف الوزير ردا على أسئلة بشان العملية الجارية في مرتفعات أقصى شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر «نحن بصدد التعاطي مع النواة الصلبة».
وتابع «إنها المنطقة التي نعتقد أن المجموعات الإرهابية الأكثر تطرفا لجأت إليها. لم نكن واثقين من ذلك، الآن نحن متأكدون (..) نحن دخلنا معقلهم». وصرح «هنا الأمر أكثر تعقيدا يجب المرور إلى الميدان وإجراء تمشيط بطيء مترا مترا على مساحة شاسعة جدا لكن هنا يكمن مقتل الإرهابيين».