رحمة عطية.. طفلة تونسية في السادسة عشرة من عمرها.. غابت عن منزلها عشية السبت الفارط في ظروف غامضة وانتشرت حولها الروايات ... والداها اتهما جهات سلفية بالتغرير بها و دفعها للجهاد بسوريا وفتح المجال للتأويلات ووجها نداءات متكررة عبر الصفحات الاجتماعية لها للعودة حيث لم تكد تمض ثلاثة أيام عن اختفائها الغامض بين محل سكناها بالدندان ومنزل جدها بباردو , حتى ظهرت في حدود السادسة مساء ليوم الثلاثاء بأحد شوارع خزندار وكانت في حالة صدمة نفسية شديدة حيث تم اصطحابها الى منزل خالها حتى تتحسن نفسيتها وتجنيبها الضغط النفسي الذي قد تتعرض له بحيها .
«الشروق «تحدثت إلى شقيقتها صبيحة الأربعاء للاطمئنان على صحتها حيث أكدت هذه الأخيرة أنها تحسنت قليلا عما كانت عليه لحظة إيجادها وللآن تعذر عليهم الحديث معها حول سر غيابها وما حدث لها في غضون الثلاثة أيام التي غابت فيها كان بفعل فاعل حسب معطيات أولية وليس بمحض إرادتها كما روجت لذلك بعض المواقع الاجتماعية والأخبار المتداولة . وفيما لم تصرح الجهات الأمنية بمضمون الفحص الطبي الذي خضعت له بمستشفى عزيزة عثمانة بعد العثور عليها فان مؤشرات أولية أكدت تعرضها للاختطاف دون تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.
وكانت رحمة قد غادرت المنزل في حدود الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال في اتجاه منزل جدها الكائن بجهة باردو لكنها لم تعد, حيث حاول والدها وشقيقتها الاتصال بها بعد أن تبين لهما أنها لم تصل منزل جدها كما اكتشفت شقيقتها أن هاتفها كان مغلقا مما أربكها وادخلها في حيرة كبرى, خاصة أنها ارتدت اللباس الشرعي منذ أشهر.. وما زاد الطين بلة هو المعلومات التي افصح عنها زملاؤها بالمدرسة الإعدادية خزندار وهي تواجدها المستمر مع بعض الملتحين أمام المعهد فضلا عن وجود بعض الأصدقاء لها من التيار السلفي في حسابها الخاص على شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك حيث توجهت شكوك الجميع نحو التحاقها بالأراضي السورية للجهاد .
هذا القضية سرعان ما تحولت إلى ملف امني وهو محور متابعة خاصة من الفرقة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بمنوبة التي فتحت تحقيقا في الاختفاء وباشرت بواسطة دوريات مختصة البحث عنها وقد حصل الأمر فعلا وبعد ساعات قليلة من بحثهم عثروا عليها في خزندار وكانت في حالة صدمة شديدة غير قادرة على الكلام ..