تنتمي المنطقة السكنية المعروفة بنهج بئر الحكيم إلى حي الرمل من معتمدية جرزونة الأهالي هناك أثاروا في عريضة ومطالب رفعوها مخاوف من تدهور الوضع البيئي. وذلك مع انتشار النقاط السوداء للتخلص من الفضلات بهذا الحي ومن غيره من المناطق المجاورة وذلك على شاكلة المصب البلدي العشوائي المهمل الواقع وسط هذه المنطقة السكنية من جرزونة وفي مساحة هامة ترابيا.
«الشروق» زارت هذا الحي حيث أقفلت الأبواب والنوافذ بمعظم المنازل ومحلات السكنى وحتى الدكاكين الى حين النظر في الوضعية البيئية والنظافة بهذا الحي الذي يضم أكثر من خمس وعشرين عائلة كما قدر قدماء من الحي. الأستاذ مختار الدلالي والسيدة زينة الدلالي من سكان الحي أشارا الى مجمل المخاطر التي أضحى يتكبدها الأهالي بالحي لاسيما منذ قرابة الثلاث سنوات حيث أضحت البطحاء الكبرى التي تقع وسط المدينة اقرب للنقطة السوداء او بالأحرى المصب العشوائي المفتوح على الديار والمنزل على مر العام دون رقيب ودون تدخل حازم من البلدية أو مصالحها المعنية بالدائرة مرجع النظر رغم النداءات...
محدثنا توقف عند التداعيات الصحية على سكان الحي مع اتساع رقعة هذا المصب العشوائي على مساحة وفي ارض ترجع إلى البلدية او بالأحرى على ملك الدولة وذلك على ما يناهز مساحة 3000 متر مربع.
عدد من سكان الحي على غرار السيدات صباح العكريش وتاجة دويهش توقفتا بدورهما عند حال العزلة المطبقة على الأهالي هنا في انتظار ترقب تدخل بلدي نحو تنظيم اكبر لعمليات رفع الفضلات وتعزيز النظافة بمختلف أرجاء هذه المنطقة السكنية بعد ان أضحت مثل هذه البطاح التي على الأرجح مرجع نظر البلدية نقطة سوداء تهدد حياة الصغير والكبير صيفا وشتاءً مع انتشار الروائح حتى الحشرات على حد قولهما وحيث أصبحت مرتعا للفئران و«الجرابع» الفتاكة. السيد يسري الدقي تاجر اعتبر ان الوضعية البيئية تدق ناقوس الخطر مع السلوكيات التي ترافق عمليات رمي الفضلات والتخلص منها حتى من قبل من يقطن خارج ذات الحي السكني على مدار اليوم الواحد لتنشر من ثمة الروائح الكريهة وحتى الحشرات السامة. عدد ممن طلب الكلمة وسط انفعال من قبل البعض منهم شدد على أهمية تنظيم عمليات رفع الفضلات من قبل الأعوان البلديين وإقامة البلدية وذلك عبر تخصيص حاويات جماعية و لردع السلوكيات المنفلتة لاسيما بعد الثورة . كما اقترح البعض الاخر ضرورة التدخل الحازم من قبل البلدية للعناية بمثل هذه المساحات البيضاء التي أخذت شاكلة مصب ونقطة سوداء بقلب المنطقة السكنية ونصب سياج حولها لاستغلالها في مشاريع لما لا تنموية وترفيهية تفتقد إليها بقوة منطقة جرزونة ككل.
وكانت «الشروق» قد تحصلت على نسخة من عريضة ممضاة رفعت الى رئيس بلدية بنزرتالمدينة بعد أن ملت التدخلات من قبل مصالح الدوائر البلدية بمنطقة جرزونة كما ذهب بعض الأهالي في احتجاجهم. ومن مضمون العريضة التي حملت قرابة 60 توقيعا وذلك لتشمل المشاغل تحويل مثل هذه الفضاءات الى مرتع للحشرات واقرب إلى برك مياه خطيرة متعفة كلما نزلت قطرة من السماء .
كما جدد المرقعون في ذات نص العريضة تمسكهم بالتدخل الجاد للبلدية حيث باتت هذه الإشكالية البيئية مصدر قلق للجميع وحيث شددوا على مسألة إمكان اللجوء الى وسائل ردعية وذلك وسط الدعوة الى تطوع الأهالي لما لا للمساهمة في تأمين مثل هذه البطحاء وتسييجها. كما جدد الأهالي الدعوة إلى استغلال هذه الأرض الشاسعة في بعث مشروع ترفيهي على غرار منتزه او حديقة عمومية المفقودة والتي تعيد رونق مثل هذه المناطق السكنية بالجهة.