تونس-الصباح: مع ارتفاع درجات الحرارة وظهور بوادر فصل الصيف الأولى تطفو على السطح بعض المواضيع المتصلة بالعمل البلدي التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة للحد من تأثيراتها على محيط عيش الفرد وتكون مصدر إزعاج يقلق راحته. نود في هذا الإطار الإشارة بالخصوص إلى موضوعين اثنين: الأراضي البيضاء المهملة والتعهد بحاويات الفضلات المركزة وسط الأنهج والأحياء السكنية. والتركيز على هذين الموضوعين يعود بالاساس لانتشارهما بشكل كبير في جل المناطق تقريبا وتحولهما كل صيف إلى نقاط سوداء في مجال العمل البلدي تثير انتقادات وتذمرات المتساكنين... تطرح ظاهرة الأراضي البيضاء المهملة جملة من الإشكاليات البيئية والجمالية، لا سيما بتحولها جراء انعدام الحس البيئي للمواطن ،إلى مصبات عشوائية للأوساخ وفضلات البناء تتكاثر فيها الحشرات والحيوانات السائبة كالقطط والكلاب وتنبعث منها الروائح الكريهة التي تزعج متساكني الأحياء المجاورة وتكون أحيانا نشازا يشوه جمالية بعض المناطق. وإن تلاقى بعض الأحياء تدخلات في مستوى العناية بهذه الأراضي فإن أغلبية هذه الأراضي وخاصة تلك الموجودة في الأحياء الشعبية لا تحظى بالعناية اللازمة والتدخل إما لتنظيفها من الفضلات أو لحث اصحابها على تسييجها والعناية بها. وتجدر الإشارة في هذا السياق الى أنه رغم مرور حوالي سنة على المجلس الوزاري الذي اهتم بالوضع البيئي وتضمن التأكيد على دعوة أصحاب الأراضي البيضاء الصالحة للبناء إلى بنائها أو تسييجها واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة في صورة بقائها في حالة إهمال أو عدم احترام آجال البناء، إلا أن تنفيذ هذا الإجراء وسحبه على كافة المناطق والأحياء لا يزال لم يتحقق بعد والواقع يؤكد تحول هذه المساحات إلى نقاط سوداء يزداد وضعها سوء مع مرور الوقت مما يعقد عمليات التعهد بها صيفا بتحولها إلى منابع للحشرات وكذلك في فصل الشتاء بتحولها إلى برك لتجمع مياه الأمطار والأوحال والأوساخ. حاويات الفضلات فيما يتعلق بحاويات الفضلات يفتقر أغلبها إلى التنظيف المستمر وإلى التعهد والصيانة مما يجعل بعضها في حالة رثة ولا تحتوي على غطاء لمنع تسرب روائح الفضلات لا سيما في فصل الصيف وتعرضها إلى درجات حرارة مرتفعة يساهم دون شك في تعفن الفضلات المنزلية التي تحويها لا سيما وأن المواطن التونسي لم يكتسب بعد ثقافة التعامل مع الفضلات المنزلية وفصل محتوياتها كل على حدة كما أن عدم تواجدها بالعدد الكافي يدفع متساكني الأحياء إلى وضع الفضلات بجانب الحاويات وجراء عبث القطط بها تتحول أماكن تركيز الحاويات إلى مساحات للروائح الكريهة وتكاثر الناموس وإلى نقاط سوداء قرب الأحياء السكنية تشوه المكان وتزعج المتساكنيين... تتفاقم اشكاليات هذه المظاهر في فصل الصيف الأمر الذي يتطلب المزيد من الجهد من قبل المصالح البلدية ولجان الأحياء نسيج المجتمع المدني لإيجاد حلول للاشكاليات البيئية المطروحة في محيط عيش المواطن.