المدرسة الابتدائية بمنطقة «السّعد» بالمهدية تأسست منذ ستينات القرن الماضي، وساهمت في تكوين أجيال عديدة، إلا أنها بقيت تعاني من نقائص جليّة في بنيتها التحتية، وفي تجهيزاتها. وأشار السيد «رياض فطوم» مدير المدرسة الابتدائية بالسعد إلى أن الميزانية السنوية المخصصة لكل مدرسة لا تتجاوز ال600 دينار على أقصى تقدير، تُصرف في توفير كل ما يلزم من طباشير وأوراق طباعة، وحبر، ولوازم المكتبة والرياضة، وأدوات مادة الإيقاظ العلمي، إلى جانب الصيانة، في حين أنه مبلغ لا يكفي حتى لتغطية كلفة الطباشير والورق للسنة الواحدة!، مضيفا أن كل هذه الحاجيات يتم توفيرها في الغالب من معاليم الترسيم في بداية كل سنة، والتبرعات التي يؤمنها التلاميذ «كل قدير وقدرو»، وحتى عملية الصيانة وتكاليف إصلاح آلة الطباعة لا تتحمل مسؤوليتها الوزارة بل تقع على عاتق المدير والتلاميذ.
ولعل أكثر ما يثير الاهتمام والاستغراب في آن واحد هي حالة غرفة تغيير الملابس التي بدت في حالة يرثى لها ومتداعية وعلى وشك السقوط..
وهنا أكد المدير أن معلم الرياضة يستعملها بحذر شديد، وأن التلاميذ الذكور يغيّرون ملابسهم في «الهواء الطلق»، أما أثناء نزول الأمطار فيحجّر دخولها كليا خوفا على سلامة التلاميذ، كما أن الملعب الرياضي ليس مخصصا للتلاميذ فقط، وإنما يتشاركون فيه مع شباب المنطقة، وفي هذا الإطار ذكر لنا السيد رياض فطوم رغبته في استغلال مساحة من الأرض الواقعة داخل سور المدرسة، وتهيئتها لتصبح ملعبا وبالتالي نضمن الخصوصية لأبنائنا، والسعي لترميم السور الفاصل بين الملعب والمدرسة لمنع توافد أي شخص غريب عن المدرسة، غير أن الوزارة وكما عودتنا في كل مرة يتعذر عليها مد يد العون في مثل هذه الأوضاع بتعلّة محدودية الامكانات، مع العلم أن مدرسة «السعد» غالبا ما تحقق أعلى النتائج في المسابقات الرياضية، ففي السنة الفارطة أحرزت على المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية والسنة الحالية كانت الأولى في ولاية المهدية، لكن هذه النتائج الايجابية لم تحظ بالتشجيع الكافي، بل كل ما تحصلت عليه المدرسة هو كرة يد واحدة تم إرسالها من قبل المندوبية الجهوية بالمهدية في شكل مكافأة؟!!
ومنذ تاريخ إنشاء المدرسة، وبعد كل هذه العقود تم إحداث مكتبة للتلاميذ بمساعدة الأهالي طبعا الذين ساهموا في تأثيثها بالكتب اللازمة، إلا أن مساحتها محدودة جدا، ولا تكاد تستوعب 15 فردا، وبالتالي فسيكون مأوى هؤلاء الأطفال الشارع دون شك في الحرّ والقرّ باعتبار استحالة عودتهم إلى منازلهم نظرا لبعد المسافة، ولأن أغلب الأمهات يشتغلن طوال اليوم... فهلاّ تدخلت الجهات المسؤولة لإيجاد حلول للنقائص التي تعاني منها هذه المدرسة، وغيرها من المؤسسات التربوية بالجهة حتى نوفر لأطفالنا ظروف دراسة أفضل؟