تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة «الشروق» الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. السؤال الأول
أبي رجل متعنت ذو طبيعة جافة قد قارب السبعين سنة وهو لا يصلي ولا يحترم أمي ولا يعطف علينا ممّا جعلني أجافيه ولا أكلّمه.هل يعدّ ذلك من العقوق الذي حرّمه الدين؟
الجواب:
اعلم أيها السائل المحترم أن تصرّفك مع والدك بهذا الجفاء هو من قبيل الهجر الذي نهى عنه الإسلام وهو صورة من صور العقوق المحرّم والعقوق من الكبائر المغلظة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس) رواه البخاري. ما أنصحك به أن تبادر إلى وصل أبيك واسترضائه مما كان منك من تفريط في حقه رغم تقصيره في حق المولى عز وجل وحق أبنائه وحق زوجته لأن المعصية لا تقابل بمثلها ومن عصى الله فيك فأطع الله فيه وقد أمر الله بمصاحبة الوالدين بالمعروف حتى وإن كانا مشركين يدعوان ولدهما إلى الشرك بالله قال سبحانه وتعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} (لقمان:15).
السؤال الثاني
تعرضت إلى حادث مرور نجوت فيه من الموت بأعجوبة .أريد أن أشكر الله تعالى على ذلك.ماهي أعظم طريقة للقيام بواجب الشكر نحو الله ؟
الجواب
اعلم أيها السائل الكريم أن العبد المسلم مطالب بالشكر لله عزوجل في كل الظروف والأوقات لاسيما عند اندفاع النقم وتجدد النعم ولا شك أن أفضل وسائل التعبير عن الشكر هو السجود لله فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسرّ به خرّ ساجدا. كما سجد كعب بن مالك لما بشّر بتوبة الله عليه. قال تعالى {وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} (البقرة:152). كما يمكن التعبير عن الشكر لله بفعل الخيرات كالتصدق على الفقراء والمحتاجين وتفريج كرب المكروبين وغيرها من أعمال البرّ.
السؤال الثالث:
امرأة مسلمة تزوجت برجل غير مسلم وهي لم تكن تعلم بعدم جواز ذلك وأنجبت معه بنتين . كيف تتصرف؟ وهل هي آثمة في ذلك؟
الجواب:
اعلمي أيتها السائلة الكريمة أنه لا يجوز أن تتزوج المسلمة من غير المسلم مهما كانت ديانته قال الله سبحانه وتعالى (وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)(البقرة: 221).فالواجب على هذه المرأة أن تفارق هذا الرجل مادام على غير ديانة الإسلام. كما يرفع عنها الإثم ما دامت لا تعلم بحرمة زواج المسلمة بغير المسلم.
السؤال الرابع
إذا جهرت بالقراءة سهوا في الصلاة السرية هل يفسدها؟
الجواب:
اعلم أيها السائل المحترم أنّ من جهر عمدا أو سهوا في موضع الإسرار لم تبطل صلاته وإنما يجب عليه أن يقوم بسجود بعدي(بعد السلام) لأن الجهر بالقراءة في محل الإسرار في الصلاة يعتبر زيادة .
السؤال الخامس
أنا امرأة حامل في الشهر السابع. هل يجوز أن أجمع الصلوات مثل أن أجمع الظهر مع العصر في وقت الظهر والمغرب مع العشاء في وقت المغرب؟
الجواب
اعلمي أيتها السائلة الفاضلة أن الأصل هو وجوب فعل الصلاة في وقتها لقول الله عز وجل: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} (النساء:103) ولا يجوز الجمع بين الصلاتين إلا لعذر يبيح ذلك كما هو مذهب الإمام أحمد بن حنبل وليس مجرد الحمل عذرا في إباحة الجمع إلا أن يشق على الحامل تفريق الصلوات مشقة ظاهرة . والله أعلم