خضر وغلال كثيرة ومتنوّعة بالسوق الأسبوعية بمطماطةالجديدة، أثمانها مشطّة حيث قفزت الى بلوغ أرقام قياسية مقارنة بالأسواق المحلية بالقرى المجاورة كمارثوالحامة فما سبب ذلك ؟ تجوّلنا في السوق فلم نجد من بين الباعة غير فلاحَين أو ثلاثة يبيعون الجزر والبصل والمعدنوس وبكميات محدودة جدا . فسألت الفلاح صلاح موسى حول غياب المنتوج المحلي من السوق وارتفاع الأثمان ؟ فكان ردّه مفاجئا حيث أفادني أنّ المنتوج المحلي يكاد يكون منعدما تماما رغم كثرة الفلاحين وكثرة المناطق السقوية ويعود ذلك الى عدّة أسباب أهمها الغلاء الفاحش للبذور وارتفاع ثمن ماء الرّي وكلفة تهيئة الأرض في ظل تردي الحالة المادية لصغار الفلاحين وصعوبة تمويل المشاريع وقلة المساعدات المباشرة من قبل السلطات .الشروق توجّهت الى مقر الاتحاد المحلي للفلاحين والتقينا بالسّيد مصطفى عجالة الّرئيس الجديد للاتحاد فذكر لنا أن بمعتمدية مطماطةالجديدة أكثر من 10 آبار عميقة أكثرها تقع بعيدا عن مركز المعتمدية وعن مقرّات سكنى الفلاحين فالوصول اليها يشكّل عائقا أمام أغلبهم والذين يتجاوز عددهم الألف بحيث يعانون من غياب المسالك الفلاحية المهيّأة وصعوبة وصول كلّ فلاح الى أرضه بسبب تشعّب الملكية العقارية وفي ظلّ الجفاف يضطرّ الفلاح الى الاعتماد الكلي على الرّي رغم ارتفاع كلفته التي لاتقلّ عن 50 دينارا للألف متر مكعّب مع دفع معلوم اشتراك سنوي يقدّر ب40 د و تعود أسباب ذلك الى عدم ربط محرّكات الآبار بالتيار الكهربائي ذو الضّغط العالي ما عدا بئر العيثه 1 و2 .كما تطرّق الى النقص الكبير في اليد العاملة الفلاحية وارتفاع أجرتها بسبب عزوف الشباب عن ممارسة النشاط الفلاحي .
أما السّيد محمد موسى عجالة وهو أحد فلاحي قروع اللطايفه يتحدّث عن فقدان الأسمدة وارتفاع ثمنها فبعد أن كان بتسعة دنانير كيس «الأمونيتر» أصبح بثلاثة وعشرين دينارا وارتفاع ثمن تجهيزات الرّي قطرة قطرة وقطع الغيار خاصّة لدى التعاضدية الفلاحية الوحيدة المنتصبة بالجهة مقارنة بثمن تلك التجهيزات لدى محلات المواد الحديدية والبلاستيكية بأكثر من 30 بالمائة، لكن ادارة الفلاحة لا تدعم الا التجهيزات المقتناة من التعاضدية .
أما السّيد حسن الصّكلي فلاح بالمنطقة البعلية تحدّث عن سياسة فلاحية فاشلة تمّ اتباعها خلال العقدين الأخيرين بالجهة حيث تمّ تركيز الآبار بصفة مثيرة للشبهة فكيف نفسّر بئرين في العيثه 1 و2 لا يفصل بينهما سوى 50 مترا ويبعدان عن مطماطةالجديدة حوالي 5 كم في حين أن عديد الفلاحين على مشارف المنطقة البلدية في الأعراض 1 و2 يطالبون باحداث منطقة سقوية جديدة ولا يستجاب لهم رغم أن أراضيهم تقع بين بئر العيثه وبئر الأعراض 5 وهي مشجّرة بالزيتون الزرّازي المشهور بجودته العالية ويقصد أراضي دار هلال والعتيق وجهمان وغيرهم، كما أشار الى كثرة الخزانات بالمنطقة السقوية بجهة بني زلطن المدعومة من وزارة الفلاحة في حين أن المنتوج محدود جدا وطالب باعادة تحيين الخارطة الفلاحية بمطماطةالجديدة وتوسعة المناطق السّقوية بحفر آبار جديدة بالأعراض واحد، الحروش، الغرايبة، الذكارة والدويويرة لتشمل كلّ الراغبين في النشاط الفلاحي في اطار مشروع الحزام الأخضر لقابس انطلاقا من الحامة مرورا بمطماطة ووصولا الى مارث، في ظلّ غياب أيّ نشاط صناعي بالمنطقة كما اشتكى من محدودية دعم الفلاحين الصغار بالمناطق البعلية أمام ارتفاع معلوم صهريج الماء الذي يصل الى 18 دينارا وساعة الحراثة تفوق كلفتها 15 دينارا .