تمسح واحة رمادة بنفطة حوالي 352 هكتارا ويبلغ عدد النخيل بها 105000 نخلة بين صنف دقلة نور ومطلق ويستغلها 700 فلاح وهي تمثل ثلث الواحة القديمة بنفطة وتعاني هذه الواحة من اشكاليات عديدة أدت إلى تلف المنتوج وتهدد نخيلها بالموت. المجمع التنموي بواحة رمادة قام بتشخيص هذه الاشكاليات ضمن دراسة أمدنا السيد أحمد اللموشي بنسخة منها.
تتصدر هذه الدراسة الاشكالية الأهم وهي النقص الفادح في مياه الري فواحة المجمع بها خمسة آبار إحداها تم التخلي عنها نهائيا بعد تعطبها وتسقى الواحة من أربع آبار يبلغ معدل تدفقها 0,5 ل/ ث للهكتار الواحد في حين أن حاجياتها إلى المياه تقدر ب 0,8 ل / ث أي أن النقص يقدر بأكثر من 50 %.
ورغم حداثة الآبار الأربعة فأولها أنجزت سنة 2003 وآخرها سنة 2009 إلا أنها كثيرة الأعطاب حيث تصل إلى معدل خمسة أعطاب في السنة وتظل البئر معطبة في بعض الأحيان أشهرا قبل إصلاحها وتم تجهيز هذه الآبار بمضخات لا تتطابق ومواصفاتها وبالإضافة إلى ضعف تدفق مياه الري فهي موزعة بطريقة غير متكافئة بين المناطق الخمسة المكونة للواحة فشبكة الري بها غير معدلة حسب التضاريس وقطر الأنابيب غير ملائم لتوزيع المياه داخل نفس المنطقة مع منسوب المياه مما يفضي إلى انعدام العدل في الاستغلال حتى بين فلاحين متجاورين كما أنه لم يتم تحيين كمية الماء المرصودة لكل فلاح حسب مساحة قطعته وتتراوح الدورة المائية بين 8 و11 يوما ويشتكي الفلاحون من ارتفاع كلفة مياه الري وبهذه الواحة 150 بئرا سطحية غير مكهربة وهي شديدة الملوحة فدرجة ملوحتها تبلغ 7 غ / ل.
أما الاشكال الثاني والذي لا يقل أهمية عن الأول فهويتمثل في أمراض النخيل المتفشية في واحة نفطة والمؤدية إلى ضعف المنتوج وترديه وموت النخيل ومنها مرض تكسر سعف النخيل المعروف ب الحمراء وهو مرض قال عنه بعض فلاحي واحة رمادة بنفطة إنه حكر على واحتهم بسبب العطش كما انتشرت أمراض أخرى خطيرة بواحة نفطة ومنها أمراض الحشرات على غرار حشرة الأورتاكس ودودة التمر.
وأصبحت ظاهرة عدم مباشرة المالكين لقطعهم تشكل خطرا على الواحة فعدد المقاسم الفلاحية المهملة من قبل مالكيها يبلغ 70 مقسما بالإضافة إلى مقاسم أخرى تعاني من اهمال تام ومساحتها تقدر ب10 هكتارات ومن أهم أسباب هذا الاهمال تشتت الملكية.
ونظرا لقدم الواحة بنفطة وقربها من شط الجريد فهي تعاني من فقر حاد لكل العناصر الغذائية والتغدق والتملح وهي في حاجة أكيدة إلى تعزيزها بشبكة لتصريف المياه ( الخنادق ) وصيانة الخنادق الموجودة بها.
ويلتجئ أغلب الفلاحين بالواحة إلى التفريط في انتاجهم المحدود ببيعه بأبخس الأثمان على رؤوس النخيل لارتفاع كلفة اليد العاملة المختصة وندرتها واحتكار الوسطاء للسوق وتزداد مشاكل الواحة تعقيدا بسبب غياب الارشاد الفلاحي وتباطؤ اصلاح الآبار المعطبة.
الفلاح عبد السلام بن بوبكر وصف الموسم الحالي بالكارثي فأمراض النخيل قضت على عدد منه وأتلفت المنتوج ومنها مرض البيوض وعنكبوت الغبار وتكسر سعف النخيل وتخلى الفلاحون عن زراعة الخضروات بسبب النقص الفادح في مياه الري فالخضر الورقية المحلية التي اشتهرت نفطة بوفرتها وتنوعها وثمنها الرخيص صارت مفقودة وبسبب العطش الذي يعاني منه النخيل وإصابته بالأمراض فالواحة خلال الموسم الحالي بدون منتوج وبالتالي ليس هناك مداخيل لتسديد الديون ويطالب الفلاحون بطرح ديون مياه الري والاسراع بكهربة واحة رمادة بنفطة وتجهيز البئر الجديدة التي تم حفرها مؤخرا لإنقاذ الموسم المقبل.
وقدّر المجمع العجز بميزانيته ب 174333,346 دينار إلى حدود موفى شهر ديسمبر 2011 وتقدر ديون المجمع لفائدة المندوبية الجهوية للفلاحة بتوزر ب13700 دينار إلى حدود شهر ديسمبر 2011.
وأمام خطورة الوضع بواحة رمادة بنفطة أعد المجمع دراسة تشخيصية قال عنها رئيس المجمع أحمد اللموشي إنها أنجزت بطلب ملح من فلاحي المنطقة ووجهت نسخ منها إلى خلية الارشاد الفلاحي والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر.
كما وجهت نسخة منها بتاريخ 01 أكتوبر 2012 إلى وزير الفلاحة ويطلب المجمع من السيد الوزير النظر في مراسلتهم والرد عليها ويأملون منه تعيين لجنة في الغرض لتحديد الحلول العملية الممكنة لواحة رمادة بنفطة.