اجتاحت الانفلونزا صفوف عدد كبير من التونسيين، وقد لاحظ عدد من الصيادلة والأطباء ارتفاع الاقبال على أدوية مقاومة الانفلونزا التي تتسبب سنويا في بلادنا في قتل ما بين 10 و40 تونسيا حسب مصادرنا، «الشروق» حاولت معرفة أسباب انتشار «الانفلونزا» عموما وحقيقة ما يروّج حول انتشار مرض انفلونزا الخنازير ونتائج التحاليل التي طالب بها أعوان الصحة بقابس بعد وفاة ممرّضتين بسبب أنفلونزا الخنازير.
دعا الدكتور منذر البجاوي من إدارة الرعاية الصحية الأساسية الى عدم التخوّف والقلق بسبب موجة الڤريب المرتفعة خلال هذه الفترة. وأضاف بأن موجة هذا العام جاءت بصفة متأخرة وليس في شهر ديسمبر وجانفي... وقد تمّت ملاحظة حالات عديدة خطيرة في المستشفيات لكنها ليست من فيروس أنفلونزا الخنازير.
وقال الدكتور منذر بجاوي إنه لم يتم ملاحظة أنواع جديدة من الفيروسات فالفيروسات الموجودة هي نفسها الفيروسات المعروفة الثلاثة ولم تتغير، ومنها فيروس انفلونزا الخنازير ال H1N1.
وأرجع محدّثنا خطورة بعض الحالات من الڤريب الى عدم الاقبال على التلاقيح خلال شهر أكتوبر... وعدم القيام بالحملات اللازمة من أجل التلقيح هذا العام... ولم ينف الدكتور منذر وجود حالات عديدة من الوفايات التي تسبب فيها «الڤريب» بصفة مباشرة أو غير مباشرة.
ويتأثر بصفة خاصة بالڤريب المسنون والأطفال وأصحاب الأمراض مثل مرضى القلب والشرايين والسكري والحوامل. وأشار الى وجود حوالي 32 ألف جرعة لم يتم بيعها وهو ما يعني أنه لم يتم بيع غير 10٪ من التلاقيح والجرعات التي تم جلبها من الصيدلية المركزية كدفعة أولى لم تتجدد بسبب غياب الاقبال.
وفايات وانتظارات
قال مصدرنا من إدارة الرعاية الصحية الأساسية إن للطقس دورا هاما في بروز «الڤريب» خلال هذه الفترة، لكن الاشكال في الوصول الى حالات مستعصية ووفايات وحالات خطيرة يتعلق بالعقلية التي لا تعتقد في جدوى وضرورة التلقيح.
من جهة أخرى أشار الى وجود حالة جديدة يتابعها في احدى الولايات وصلت الى مرحلة خطيرة ويشتبه في أنها مصابة بأنفلونزا الخنازير. وأشار الى أن تحليل نوعية الجرثومة لا يساعد في التشخيص والعلاج، فالطبيب يصفة العلاج حسب الاعراض منذ البداية، لكن التحاليل تساعد على معرفة نوعية الجراثيم المنتشرة والمشاركة في الأبحاث الدولية من أجل تحسين التلاقيح والأدوية.
ويتم سنويا تسجيل نصف مليون وفاة نتيجة «القريب» قد تم تسجيل 45 وفاة ناجمة عن الاصابة بالقريب من فرنسا. وتحدث السيد منذر البجاوي عن تأثرنا بالنزلة الوافدة القادمة من أوروبا عموما وخاصة فرنسا حيث يتم ملاحظة ارتفاع حالة القريب ووصولها إلى تونس بعد أسبوع أو عشرة أيام من «تأججها» في فرنسا وهو ما حصل هذا العام أيضا حيث لم يتم تسجيل القريب بصفة متأخرة عن موعدها في فرنسا لتلحقنا بعدها في تونس.
وينتقل الفيروس من خلال المسافرين ومن خلال حركات النقل أما حول موعد انتهاء الموجة الموجودة خلال هذه الأيام فقال محدثنا إنها مرتبطة بالطقس... وأنه من النادر عموما حدوث هذه الموجة خلال هذه الفترة فهي عادة في مارس أو ديسمبر وجانفي.
أما فيما يتعلق بالتحاليل التي قامت بها وزارة الصحة في قابس بعد مطالبة أعوان الصحة هناك القيام بها نظرا لشكهم في وجود حالة وبائية بعد وفاة ممرضتين من الحوامل هناك بنفس المستشفى فأكد محدثنا عدم تفشي مرض أنفلونزا الخنازير هناك وأن عامل الصدفة كان له دور.
تغذية وأعشاب
تحدثت بعض المصادر عن خطورة القريب وارتباطه بتدهور حالة التونسي الصحية بسبب سوء التغذية وعدم اقباله على تناول البروتينيات والأسماك خاصة مع تضخم الأسعار وحول هذا الموضوع قال الدكتور منذر البجاوي ان مثل هذا الموضوع في حاجة إلى تأكيدات ودراسة لكن في المقابل لم ينف أهمية التغذية في اكتساب المناعة وفي تحصين الجسم من الأمراض ويختلف تأثير التغذية من شخص إلى آخر وبنسب متفاوتة.
من جهة أخرى تمت ملاحظة إقبال على الصيدليات لاقتناء أدوية «القريب» كما شهدت أسواق الأعشاب وسوق البلاط إقبالا عن اقتناء أنواع من الحشاش مثل «الكلاتوس» والنعناع و«الطرنجية» و«الفليو» و«الزنجبيل» وغيرها من الأعشاب المساعدة على محاربة فيروسات القريب... كما كثر الاقبال على البرتقال والعصائر المتوفرة على الفيتامين «س».
وينصح الأطباء المرضى بضرورة تناول الأغذية الساخنة والمحتوية على الفيتامينات وعدم الانتقال بصفة فجيئة من أماكن ساخنة إلى أماكن باردة. ويشير آخرون إلى أهمية تناول المشروبات الساخنة مثل الطرنجية المطعمة بالليمون وعدم اللجوء الى «التطبيب» الذاتي عند الشعور بأعراض المرض.