مع ارتفاع موجة البرد، شهدت المستشفيات وأقسام الاستعجالي إقبالا متزايدا من ضحايا أمراض البرد وأمام نقص الأدوية التجأ العديد من المرضى إلى الأعشاب والأطباق التقليدية. «الشروق» فتحت ملف أمراض البرد وحاولت تسليط الضوء حول أسباب وخصائص أمراض هذه الفترة، ومدى توفر الأدوية...كما حاولت معرفة طرق العلاج والوقاية من القريب وغيرها من الأمراض. بداية الحديث كانت مع الدكتور منذر البجاوي من إدارة الرعاية الصحية الأساسية والذي أكد تصاعد موجة القريب بداية من شهر جانفي لتشهد ذروتها خلال آخر أسبوع من شهر جانفي وأضاف أن كل المؤشرات تدل على تواصل ارتفاع موجة الإصابة بالقريب. قريب وخصائص يقول الدكتور منذر البجاوي إن موجة القريب المسجلة في جانفي من هذا العام هي أكبر من الموجة التي تم تسجيلها في جانفي من السنة الماضية وهي أكثر انتشارا وقد تهم هذه الموجة كل المناطق تقريبا والجهات التونسية دون استثناء وقد تم تسجيل ارتفاع مؤشر الاصابة بفروسات القريب بدرجة أولى في ولايات تطاوين والمنستير والكاف. ثم بدرجة أقل في ولايات قابس وسيدي بوزيد وجندوبة وتوزر... لكن الفيروس منتشر في كامل أنحاء الجمهورية ويهم كل الجهات. وتعتبر الفئة العمرية بين خمس سنوات و 15 سنة هي الفئة الأكثر إصابة بهذا الفيروس والمتوجهة للتداوي لكن الدكتور منذر البجاوي يعلق قائلا : «الأكيد أن هناك إصابات في صفوف الكبار في السن والكهول لكن عادة ما يقوم الولي بالاهتمام بطفله ومداواته...ويتغافل الكهل عن التداوي». أما حول نوع الفيروس الذي تم تسجيله هذا العام، فهو فيروس يدعى «AH3» والملاحظ حسب الدكتور منذر البجاوي هو عودة فيروسات القريب التقليدية...وموجة القريب لهذا العام تشبه الموجة المسجلة سنة 2006. أما فيما يتعلق بفيروس أنفلونزا الخنازير ال AH1N1 فلم يقع تسجيل حالات من هذا النوعية. برد وأمراض فيروس القريب بصدد التجول في هذه الفترة في كامل أنحاء العالم ويتوجه بصفة خاصة نحو المناطق الباردة. ويصاب المريض بهذا الفيروس بسبب انتقاله من منطقة باردة إلى منطقة ساخنة أو العكس ويؤكد الدكتور منذر البجاوي على ضرورة التهوئة وشرب الماء عند الانتقال من مكان إلى آخر وتغير درجات الحرارة...كما يدعو المرضى إلى الاعتماد على المأكولات الساخنة والقوارص والبرتقال وضرورة الحركة لمقاومة الفيروسات ويلاحظ محدثنا أن المقصود به بالقريب هو المرض الذي يلزم المريض الفراش وقال إن هناك فيروسات مشابهة تمس الحلق والأنف والحنجرة،لكنها لا «تحجز» المريض وتجعله يلازم الفراش ويصاب بالإغماء وأمراض المفاصل والرأس. ويذكر أن القريب يتسبب سنويا في وفاة بين 250 و 500 ألف حالة في العالم سنويا. أما على المستوى الوطني فلا وجود لأرقام واضحة، لكن ما تمت ملاحظته هو ارتفاع عدد الحالات بأقسام الاستعجالي . دواء...وأعشاب اشتكى عدد من المواطنين من عدم توفر بعض الأدوية المخصصة للقريب بالصيدلات وتفيد مصادرنا أن النقص في الأدوية ناجم عن إغلاق بعض المصانع ووجود بعض الاعتصامات... لكن من جهة ثانية، يختلف التزويد من صيدلية إلى أخرى. ويؤكد كل من الدكتور المنذر البجاوي والدكتور محمد بوشوشة على أهمية الوقاية والرجوع إلى طرق أخذ الاحتياطات التقليدية من ذلك تناول «التيزانا» بالليمون والعسل وتناول كل ماهو ساخن مع الراحة. ويرى الدكتور محمد بوشوشة (طب عام) أنه من المهم العودة إ لى الأطباق التقليدية الساخنة من جاري مثل البرغل والحساء والمحمصة..فمن المهم تدفئة نواة الجسم أي الرئتين والقلب والكلى حتى نحافظ علي الدورة الدموية. وتمكن تدفئة هذه المناطق من تدفئة بقية الأعضاء الثانوية. الجاري والساخن وأكد الدكتور محمد بوشوشة على وجود حالات من الاكتظاظ في العيادات الخارجية وأقسام الاستعجالي...لكنه ذكر أن «الحساء والبرغل والجاري وحتى القهوة الساخنة والتيزانا مفيدة للجسم أكثر من الأدوية أحيانا». وأضاف محدثنا أن التنصيص على الأدوية هو في بعض الأحيان لإرضاء المريض فالشفاء يتطلب التغذية والعناية بالجسم. عموما أكد لنا بعض المواطنين والعاملين بسوق البلاط وباعة الأعشاب تزايد إقبال التونسي هذه الأيام على الطرنجية والإكليل والزعتر و«الفليو»... كما ذكر باعة البقول الجافة أن هناك إقبالا على الفول والحمص والتوابل الجافة عموما والفلفل الأحمر وكل ما يلزم إعداد عن البرغل والجاري...كما يشهد «السلق والمعدنوس» اقبالا واسعا.