قال شهاب غلاب رئيس النيابة الخصوصية لبلدية نابل إن المدينة ستصبح في أفق سنة 2050 مدينة عصرية بكل المقاييس كما تحدث ل «الشروق» عن وجود ملفات فساد صلب البلدية وتحدث غلاب في هذا الحوار الصحفي بإسهاب عن المشاريع الضخمة التي سوف يتم إنجازها في غضون سنة 2050 والتي أكد أنها سوف ترتقي بالمدينة إلى مصاف المدن الراقية والعصرية في جميع المجالات والميادين.
ويتردّد الحديث حاليا بين سكان المدينة عما عُرف بمشروع نابل 2050، لو توضح لنا الأمر: «مشروع نابل 2050» هو تصوّر كان نتاجا لواقع مرير يعيشه مواطنو مدينة نابل ارتبط بعديد الإشكاليات أهمها النظافة والبنية التحتية المهترئة واستفحال بعض الظواهر على غرار الانتصاب والبناء الفوضويين خاصة بعد الثورة، كما أن الواقع الحالي يحتم علينا التفكير في ضرورة بلورة منوال تنموي جديد لإعطاء آفاق اقتصادية جديدة للمدينة تمكننا من إنجاز مشاريع نموذجية بمواصفات عالمية.
كيف كان منطلق الفكرة؟
الفكرة كانت مطروحة قبل حوالي ثمانية أشهر من تنصيبنا على رأس النيابة الخصوصية فقد تكونت ورشات عمل ضمت ممثلي بعض الأحزاب والجمعيات تبلورت على إثرها الخطوة الأولى للمشروع حيث تمكنا من إعداد مسودة كاملة عند دخولنا معترك العمل البلدي وأطلعنا الوالي والمعتمد حينها بالبرنامج الذي حظي بالدعم الكافي كما تم عرضه في الدورات العادية للبلدية وتمت المصادقة عليه يوم 14 فيفري الفارط خلال جلسة استثنائية.
المشروع سوف ينطلق بإنجاز نموذج مصغر لمشروع المعرض المتمثل في مأوى أرضي على مساحة 4 هكتارات يستوعب سكان سبعة طوابق والمحلات التجارية في الطابق الأرضي. والمداخيل المتأتية من هذا المشروع سوف تمكن من شراء ألف هكتار على الطريق الحزامية إلى حدود منطقة عين كميشة والتي بدورها سوف توفر حوالي 100 مليون دينار لخزينة البلدية كما أنه سوف يمكن هذا المخزون العقاري حين إدراجه في مثال التهيئة الجديد من تكوين مخزون عقاري بما قيمته 5 مليارات دينار.
وفيمَ تتمثل المشاريع المزمع إنجازها؟
سوف تمكن هذه الأموال من إنجاز عدة مشاريع في نابلالجديدة على غرار إنجاز منطقة صناعية ذات مواصفات عالمية فيها مشاريع ذات تكنولوجيا عالية صديقة للبيئة وإنشاء مركب رياضي يمكن من استيعاب النوادي العالمية مما يساهم في تنشيط السياحة الرياضية، وإنشاء مركز ترفيهي أو مدينة ألعاب، وإنشاء مركب معارض يستوعب على مدار السنة معارض عالمية لتنمية منطقة الوطن القبلي، وإنشاء منطقة سكنية ذات أسعار في متناول العائلات محدود الدخل، وبناء كرنيش نابل من نزل الليدو إلى نزل المنار على طول حوالي 6 كلم وتعويض الأراضي المنتزعة بقيمتها الصحيحة، وتحويل محطة القطار إلى خارج المدينة، وإنشاء مشروع «la Rambla » بين الجرة والبحر لإنجاز مطاعم ذات اختصاص نابلي ومقاه عربية ومحلات للصناعات التقليدية، وإنشاء مشروع الميترو الخفيف الذي يمتد من مدينة قربة إلى الحمامات وعدة مشاريع نموذجية أخرى سوف ترى النور وسوف تجعل من نابل مدينة عصرية على غرار عدة مدن بالعالم. وأريد التأكيد أن النيابة الخصوصية تعمل على تكريس مبدإ الشورى قبل تنفيذ تدخلاتها والتنسيق مع جميع الأطراف من هياكل حكومية وموظفي البلدية ومكونات المجتمع المدني واستشارة المواطنين حتى يكون القرار توافقيا.
وما هي المشاريع المتخذة على المدى المتوسط؟
سنقوم بوضع برنامج فوري وصارم لإنجاز بعض المشاريع الممكنة زمنيا دون تخطي الخطوط الحمراء للقانون الأساسي للبلديات ويتمثل هذا البرنامج في التحضير الجيد للموسم السياحي المقبل وموسم الزهر، ونعمل حاليا على إبرام اتفاقيات وتوأمات جديدة مع بعض المدن الأجنبية مع تفعيل القديمة منها. ولمعالجة الحالة المزرية للمسلخ البلدي الحالي سنقوم بإنجاز دراسة لإحداث مسلخ بلدي جديد ضمن المشروع الوطني لهيكلة المسالك البلدية النموذجية. كما نعمل على تعطيل مثال التهيئة العمرانية الحالي لعدم احترامه للخصوصيات الجغرافية والمناخية للمدينة والإسراع في إصدار مثال تهيئة جديد، إلى جانب عدة مشاريع أخرى تمس البنية التحتية والجانب الثقافي من خلال إعادة إحياء كرنفال نابل وبعث مكتبة بلدية وإحداث فرق مسرحية تابعة للبلدية.
كيف وجدتم الأوضاع داخل البلدية بعد تنصيبكم؟
لكي لا أجانب الحقيقة، الأوضاع كانت متردية جدا وقد مست جميع المجالات كتراكم الأوساخ وتنامي ظاهرتي الانتصاب والبناء الفوضويين وغياب الشفافية اللازمة في التعاملات مع عرائض وتشكيات المواطنين إضافة إلى اكتشافنا عدة ملفات فساد نعمل حاليا على فتحها واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.
وما هي الإجراءات المتخذة لوقف هذا النزيف؟
تنوي النيابة الخصوصية اتخاذ قرارات جريئة تتمثل في فتح ملفات الفساد الجارية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، ونعمل على متابعة عرائض المواطنين عن كثب والتركيز على تفعيل قرارات الهدم الصادرة في البناءات الفوضوية، كما أولينا النظافة الأهمية الكافية من خلال برمجة حملات نظافة أسبوعية في عدة أحياء من المدينة بمشاركة المواطنين