13 بحارا بعضهم متزوج والبعض الآخر أعزب غرقت معهم أسرار الحادثة الأليمة التي اهتز لها الميناء البحري بصفاقس بعد فقدان مركب «فيكتوريا» في عرض البحر.. الفاجعة كانت فعلا على مراحل، فبعد أن فقد الإتصال بالمركب والبحارة الذين كانوا على ظهره فجر يوم الخميس الفارط ، كان الخبر السيئ أول أمس الأحد لما ظهرت بعض الأغراض التابعة للمركب تطفو على سطح البحر على بعد 10 أميال من حقل عشتارت البترولي ..
وبين ذاك التاريخ وهذا، كانت القلوب تعتصر والآذان تنتظر خبرا جديدا من بين أمواج البحر عله يحمل معه بشرى بالعثور على 13 بحارا كانوا قد غادروا اليابسة منذ الإربعاء الفارط.. وفعلا جاء «الدغباجي» بالخبر.. والدغباجي هو اسم مركب صيد في الأعماق لاحظ طاقمه وجود أغراض تابعة لمركب «فيكتوريا» وهو ما نبّه خلية المتابعة إلى أن المركب غرق في عمق البحر ..
الخبر نزل كالصاعقة على الأهالي الذين رابطوا لأيام وساعات في الميناء البحري بصفاقس يتابعون التفاصيل أولا بأول، و مع متابعة التفاصيل والتأويلات والإفتراضات، كانت الآمال قائمة باعتبار ان البحر لم يبح بعد بأسرار غدر أمواجه العاتية..
المركب البحري كان يقل 13 بحارا وهم الرايس أشرف الرقيق وزميله الرايس كذلك ماهر نجاح ولطفي الورتاني وعلاء أولاد سعد ومحمد بن عبد الله ومحمد بريج وساسي المانع وطارق المانع وحسام جبال ومحمد الحمدي وسامي حمدي ومجدي شفرود.
وتردد انه يوم الحادثة الأليمة أي فجر يوم الخميس من بحر الاسبوع الفارط، قرر الرايس وأمام تغير الأحوال الجوية العودة إلى اليابسة، لكن يبدو انه لما كان في طريق العودة حصلت الفاجعة لتنقطع أخباره وفق ما نشرناه في عدد سابق بعد آخر مكالمة هاتفية كانت في حدود الساعة الثانية و النصف فجرا.
وبانقطاع الأخبار انطلقت عمليات البحث والتمشيط بخافرات تابعة للجيش والحرس البحري مدعومة بطائرة مروحية، كما تشكلت للغرض «خلية للمتابعة» بولاية صفاقس، لكن كل عمليات البحث لم تجد نفعا أمام قدرة البحرعلى إخفاء أسراره في ظلمات لا قرار لها.
كل المجهودات باءت بالفشل، ليسجل الميناء حالة احتقان وغضب من أهالي البحارة و زملائهم و أقاربهم وأصدقائهم الذين اتهموا ربما بسبب هول الفاجعة السلط المعنية وصاحب مركب «لافيكتوار» بالتقصير، وقد بلغ الأمر مرحلة غلق بعض الطرقات للتعبير عن استيائهم من تعاطي الجهات المعنية مع الحادثة.
عمليات التمشيط والبحث التي تجندت لها قوات من الجيش و الحرس البحري و الحماية المدنية و بعض الخواص ، شملت كذلك الإتصالات الهاتفية بمواني الشقيقة ليبيا، لكن البحر كان مرة أخرى أقوى من المجهودات المبذولة و التي كانت محل انتقاد من أهالي البحارة طيلة هذه الأيام العصيبة.
يوم أمس الإثنين، وبعد أن تحدد موقع السفينة الغارقة، انطلقت صباحا عمليات الغوص قرب المكان الذي عثر فيه مساء أول أمس الأحد على بعض أغراض المركب و المتمثلة خاصة في بعض الصناديق المعدة للسمك و«قارورة غاز» وغيرها على بعد 10 أميال تقريبا شرق الحقل البترولي «عشتروت» حيث ظهرت بقعة من البترول يرجح انها من خزان مركب «لا فيكتوار» ..
ولئن اتجه الغواصون على أمل العثور على المفقودين ، إلا أن رداءة الأحوال الجوية حالت ظهر يوم أمس الإثنين دون التوصل إلى فك لغز سفينة «لا فيكتوار أو النصر» التي يبلغ قوة محركها 900 حصان بخاري لكنها لم تصمد أمام الأمواج العاتية وأسرار البحر الدفينة ..