يشكو المستشفى الجهوي الحسين بوزيان بقفصة أوضاعا متردية في مختلف اقسامه من عيادات خارجية واقامة المرضى وقسم الاستعجالي وذلك في مستوى نقص الموارد البشرية والتجهيزات الطبية والاكتظاظ الا ان ما يعرفه قسم التوليد وامراض النساء من تدهور لافت بهذا المستشفى جعلنا نخصص له هذا التحقيق في انتظار تحقيقات اخرى تمس مختلف الامراض المزمنة للوضع الصحي في مستشفى الحسين بوزيان .
يستقبل قسم التوليد بمستشفى الحسين بوزيان سنويا حوالي 4000 حالة ولادة اضافة إلى مختلف الحالات المتعلقة بأمراض ما قبل الولادة والاجهاض وصعوبات نمو الجنين.
ويشهد المستشفى حسب مصدر طبي مطلع ما لا يقل عن 1000 ولادة قيصرية بنسبة 25 % من مجموع الولادات ويفسر مصدرنا هذه الوضعية بحالة العجز عن مواجهة التعكرات الصحية للحوامل وتخوف الاطباء من المتابعة القضائية . ويتصدر نقص الإطار الطبي المختص بقسم التوليد وطب النساء مشاكل هذا القسم الذي لا يتوفر به حاليا سوى طبيبتيين واحدة حامل انقطعت منذ بداية هذا الشهر عن العمل بنظام المناوبة واخرى متعاونة بلغارية متقدمة في السن تستعد للعودة إلى بلدها خلال شهر افريل القادم .
ورغم مجهوداتهما فانهما عبرتا للشروق عن الضغط الكبير الذي تواجهانه في ظل ظروف عمل رديئة للغاية يؤكدها زميلهما د.صالح مولدي الذي يواصل عمله بهذا القسم دون قيامه بالمناوبة أيضا لظروفه الصحية الصعبة وقد افادنا الدكتور صالح ان نقص أطباء الاختصاص معضلة كبيرة أصبحت هاجسا للاطار الطبي والقوابل والحوامل وعائلاتهن على حد السواء وهو يؤكد ان قسم التوليد وطب النساء في حاجة الى 6 اطباء حتى يقوم بعمله بصفة طبيعية مضيفا ان النقص في عدد الاطباء جعل عيادات طب النساء تتوقف اضافة إلى عدم القدرة على استقبال الحوامل في حالات مرضية قبل الولادة مع العجز عن تمكين النساء من مراقبة الحمل من خلال الصور الطبية بالمستشفى فاصبح يتم توجيههن إلى القطاع الخاص للتصوير بالأشعة .
السيدة أمال دالي الناظرة بقسم التوليد اشارت إلى توفر 16 قابلة يعملن في القسم الذي يتوفر على 45 سريرا (بين فضاء التوليد وفضاء الإقامة ) إلا ان نقص الأطباء جعل مهمات زميلاتها صعبة وفيها كثير من المجازفة والمغامرة اذ يضطررن في كثير من الاحيان إلى القيام بعملية التوليد دون اشراف الطبيب المختص وهو ما جعلهن عرضة إلى الاعتداء من قبل عائلات الحوامل عند العلم بعدم وجود الطبيب في القسم . امام هذه الوضعية يتواصل الالتجاء إلى خدمات الاطباء الخواص حسب الطلب وخاصة في الحالات المستعجلة لكن الحل حسب العاملين في هذا القسم لا بد ان يكون جذريا وعاجلا من قبل وزارة الصحة المطلوب منها حسب محدثينا ان تسرع بانتداب اطباء مختصين او الاعتماد على المتعاونين الأجانب والمقيمين بالمستشفيات الجامعية خاصة وان وضعية خدمات قسم التوليد تتدهور باستمرار امام الاقبال المتزايد عليه من مختلف معتمديات الجهة والولايات المجاورة وخاصة النساء القادمات من بنعون ومنزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد وفريانة وماجل بن عباس من ولاية القصرين .
«الشروق» استمعت إلى عديد الغرائب خلال زيارتها لقسم التوليد تمت روايتها من قبل ناظرة القسم والعاملات به من قابلات وممرضات في مقدمتها تواصل عمل القسم منذ اشهر دون رئيس له بعد اعفاء د.صالح مولدي من مهامه وهو ما خلق صعوبات ومشاكل عديدة هذا بالإضافة إلى ظروف العمل داخل القسم ففضاء التوليد به 4 طاولات فقط واحدة منها معطبة هذا بالإضافة إلى وجودها جميعا في قاعة واحدة دون حواجز . ناظرة القسم حدثتنا عن الاضطرار خلال السنة الفارطة وتحديدا يوم 13 أوت (عيد المرأة ) إلى توليد امرأة على «حاشية» ملقاة على الأرضية كما شهد القسم وضع امرأتين مع رضيعيهما على سرير واحد إضافة إلى وضع 3 نساء قبل الولادة على نفس السرير .
طبيبة بالقسم اشتكت من تراكم الاوساخ بسبب نقص اعوان النظافة وروت لنا كيف تم استهداف زميلتها بحجارة من قبل بعض المواطنين في ظل غياب اي تامين لعمل اطارات القسم اللاتي كن في كثير من الاحيان عرضة للإهانات والعنف إضافة إلى تكسير بلور بعض الأبواب من قبل مواطنين غاضبين . كما أشارت زميلة لها إلى اهتراء عديد التجهيزات مشيرة خاصة إلى وحدة انعاش الرضع التي هي عبارة عن طاولة مرتبطة بجهاز للتنفس في حالة رثة .