استقالته من الحكومة لم تؤثر على مكانته داخل حزبه، وحضوره في الساحة السياسية، رغم بعده النسبي عن الأضواء . ثمنت أطراف عديدة اتجاهه نحو الاعتدال في المواقف، وإصراره على النقد اللاذع للنخبة السياسية، منبها منذ أشهر الى خطورة المضي في التشنج والاحتقان، وتغليب المصالح الحزبية على المصلحة الوطنية العليا. موقفه الأخير من الحوار مع نداء تونس، يتنزل في سياق دعوة منذ اشهر على أعمدة « الشروق» الى ان يكون الإقصاء من مشمولات القضاء. وهو ما يؤكد ان مواقفه الأخيرة في اتجاه التهدئة والحوار، ليست من قبيل التكتيك السياسي أو مناورة مرتبطة بالوضع العام في البلاد بعد اغتيال الشهيد شكري بلعيد، بل ثمرة وعي آخذ في الانتشار داخل النهضة وفي عديد الأحزاب، بضرورة الوفاق وتوحيد الصفوف ، واستثمار القواسم المشتركة بين التونسيين لتجاوز خلافاتهم، أو على الأقل مناقشتها بهدوء وعقلانية، بعيدا عن منطق الفرض وإملاء الشروط أو الابتزاز.
لطفي زيتون المعروف بمواقفه الصدامية ودفاعه الحاد عن النهضة، أكد أنه غير معني بثنائيتي الصقور والحمائم ، والداخل والخارج، وأن شعبيته داخل قواعد النهضة دفعته لا لتحصين موقعأو إرباكه بالمواقف المتسرعة، كما فعل البعض، بل لمزيد الانفتاح على القوى السياسية الوسطية.