دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مد المعارضة التي وصفها بالمعتدلة بالسلاح فيما جددت موسكو موقفها المطالب بإجراء حوار سوري شامل بين النظام والمعارضة مشيرة إلى أنه لا حل عسكريا للأزمة السورية. صرح جون كيري وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي سعود الفيصل أمس الاثنين بأن من الضروري ضمان وصول السلاح إلى «فئة معتدلة» من المعارضة السورية.
ضغط ودعم
وتابع: «سنواصل الضغط على بشار الأسد وسنبقي على دعمنا للمعارضة». من جانبه قال الفيصل : «نطالب بحظر الأسلحة عن النظام السوري»، مشيرا الى ان «ما يحدث في سوريا مجزرة لا بد ان تتوقف» وان «الأسد فقد كل سيطرته في سوريا». وفق قراءته للمشهد الميداني في سوريا.
وشدد ذات المسؤول السعودي على أنه «لا يمكن ان يقتصر حديثنا على المساعدات الطبية والغذائية للسوريين». وبخصوص الموضوع الإيراني قال كيري في المؤتمر الصحفي الذي عقد في الرياض إن «الرياض وواشنطن تفضلان الحل الدبلوماسي للموضوع النووي الايراني.» من جانبه، طالب الفيصل بحل المسألة الإيرانية بشكل جذري وليس باحتوائها، مشيرا الى أن الإيرانيين لم يثبتوا جدية في المفاوضات حول الموضوع النووي. دائما وفق تعبيره.
تحوّل
وفي موسكو , أعرب رئيس لجنة مجلس النواب (الدوما) الروسي للشؤون الدولية أليكسي بوشكوف عن اعتقاده بأن ثمة تحولاً يشهده الموقف الغربي عامة والأمريكي خاصة فيما يتعلق بسبل تسوية الأزمة السورية.
كلام بوشكوف جاء في تصريح خاص لقناة «الميادين» معتبراً أن «الإدارة الأمريكية باتت تدرك أن لا حل عسكرياً للأزمة السورية، على الرغم من إصرارها على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد».
وقال بوشكوف «إذا تحلحل الموقف الأمريكي يمكن التعويل على نتيجة ما»، مشيراً إلى أن «التحول في الموقف الأمريكي ممكن، على الرغم من أنهم لا يتراجعون عن موقفهم القاضي بضرورة رحيل الرئيس (السوري بشار) الأسد»، لافتاً إلى أنهم «سيقبلون على ما يبدو بمحاولة إطلاق الحوار بين السوريين». وأشار المسؤول الروسي إلى أن «كلاً من جون كيري وتشاك هيغل، وحتى الرئيس أوباما نفسه، يدركون تماماً ضرورة الحوار في سوريا».
وأوضح أن «الإشكالية تكمن في اعتبارات أمريكية داخلية ومواقف سابقة للإدارة الأمريكية»، متمنياً أن يجري «تعديل على تلك المواقف»، مؤكداً على ضرورة «التركيز الآن على تهيئة الظروف الملائمة للحوار السوري الداخلي»، مشيراً إلى أن «فرص إنطلاق هذا الحوار تبقى ضئيلة»، لكنه أكد من جهة أخرى أن «هناك توازنا قويا دامٍ على الأرض في سورية، ولا يستطيع طرف دحر الطرف الآخر، وهذا قد يطول».
واعتبر أن «الغرب يبدو اليوم أكثر استعداداً للتأثير على المعارضة السورية لإقناعها بولوج المفاوضات»، معولاً على هكذا سيناريو، قائلاً إن «روسيا على استعداد لتقديم أي مساعدة في هذا الاتجاه».