على شاكلة مؤتمر «يالطا 1» في 1945 الذي قسم العالم بين القطبين الروسي والأمريكي يستعد الطرفان لإبرام اتفاقية «يالطا 2» في جانفي الجاري حيث من المقرر أن تسوى الملفات العالقة في الشرق الأوسط من سوريا إلى القضية الفلسطينية ومن النووي الإيراني إلى المستقبل الأفغاني. كشف الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي مسعود خان أن «المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، سيجتمع مع مسؤولين أمريكيين وروس الأسبوع المقبل، لبحث وقف العنف في سوريا».
نقاش في مجلس الأمن
ولفت في تصريح الى أن «المجلس سيناقش عددا من ملفات الشرق الأوسط، وأفريقيا لإيجاد حل لها»، موضحا أن «المجلس يتابع عن كثب تطورات الأزمة في سوريا، وذلك مع استمرار جهود الإبراهيمي لحل الأزمة».
وأشار الى أن «مجلس الأمن ينتظر من الإبراهيمي، خلال الشهر الحالي، قدومه إلى نيويورك، وتقديمه تقريرا عن الجهودات التي بذلها، وعن آخر المستجدات التي حصلت خلال لقاءاته»، معلنا أن «المجلس سيشهد اجتماعا مفتوحا على مستوى الوزراء، من أجل مناقشة مسألة الصراع الدولي مع الإرهاب، وذلك خلال الشهر الحالي أيضا». وفي سياق متصل , أطلقت مجموعة من السياسيين والناشطين السوريين، من المعارضة والموالاة من بيروت، «التيار الوطني لإنقاذ سوريا» الذي يهدف إلى «محاربة التدخل الخارجي».
وأكد التيار في بيان أن غايته «العمل على كشف الارتباط بين جماعة ائتلاف الدوحة والجماعات القاعدية التي تذيق الشعب السوري الويلات»، و«عدم المساس بالجيش السوري النظامي باعتباره خطاً أحمر».
وقال رئيس لجنة المصالحة في البرلمان السوري عمر أوسي «أعتقد أن هناك ملامح تسوية دولية بشأن الأزمة في سوريا وحزمة من القضايا في الشرق الأوسط، ابتداء من الملف النووي الإيراني وقضية الصراع العربي - الصهيوني ودعم المقاومة الشريفة في المنطقة مثل حزب الله والأزمة السورية.
وتابع : أعتقد أنه في كواليس موسكو وواشنطن قد تم قطع شوط لا بأس به من هذه التسوية التي ستفرض نفسها وتنعكس إيجاباً على الأزمة الداخلية في سوريا، وعندها سيأتي أمر العمليات من المايسترو الأميركي للمعارضات وبعض الدول الإقليمية المنخرطة في العدوان على سوريا، مثل مشايخ وممالك النفط والبترودولار في قطر والسعودية وهذا السلجوقي العثماني رجب طيب أردوغان الذي انخرط في العدوان على سوريا، وستتمكن سوريا من الانتقال إلى سوريا ديموقراطية وعصرية والجمهورية الثالثة».
ملامح التسوية ونصوصها
من جهته, قال قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري في مقابلة مع التلفزيون السوري، إن «التوافق الدولي المطلوب لحل الأزمة في سوريا لا يزال في خطواته الأولى، وهناك صعوبات كبرى من أجل تحقيقه، ولكنه سيحدث في النهاية».
وأضاف إن «بيان جينيف الذي كان الملمح الأول للتوافق الدولي المطلوب وإحداث اختراق في العلاقات الدولية تجري محاولة إحيائه بالتوازي مع تغيرات جارية في الإدارة الأمريكية التي كانت انقلبت على البيان قبل أن يجفّ الحبر الذي كتب فيه».
واعتبر أن «الأمريكيين يفكرون اليوم بعمق في بدائل وخيارات أخرى، ليس من أجل مصلحة الشعب السوري وإنما بسبب الهاوية المالية التي تعانيها الولاياتالمتحدة والتي هي انعكاس للأزمة الاقتصادية الرأسمالية العظمى، وهذا يعني أن قدرة الأميركيين على التحكم بالأمور العالمية لن تكون نفسها بعد فترة قصيرة، ولذلك هناك تخوّف جدي بأن قدرتهم على تحقيق مكاسب من وراء الأزمة في سوريا تنخفض مع مرور الوقت، وحتى لا يخرجوا خالي الوفاض يسعون بتكتيك جديد لتحقيق الأهداف السياسية السابقة نفسها، ولكن بوسائل سياسية».
وكشفت مصادر سياسية سورية مطلعة أن الاتفاق الروسي الأمريكي سيبدأ مع اللقاءات الثلاثية بين بيرنز وباغدانوف والإبراهيمي خلال الأيام القادمة قبل أن يتطور مع لقاءات لافروف وجون كيري التي ستكون اللبنة الأساس للقاء بوتين أوباما.
وتابعت أن جوهر الاتفاق ينص على تشكيل حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات البرلمانية وعلى الحوار الوطني وتمهد الطريق لانتخابات رئاسية في 2014 التي ستبت في مصير الرئيس السوري بشار الأسد.