يجمع المراقبون أن الإرتفاع المسجل في الأسعار خلال هذه الفترة في المواد الإستهلاكية لم يعرفه المستهلك من قبل.. «الشروق» رصدت قفة المواطن بمعتمدية عقارب من ولاية صفاقس وخرجت بالتقرير التالي: في الوقت الذي تعيش فيه بلادنا مخاضا سياسيا بفعل استقالة حمادي الجبالي وتكليف علي العريض بتكوين حكومة جديدة، تضاعف حجم معاناة المواطنين وأصبحوا بالفعل مهددين في قوتهم اليومي بفعل الغلاء الفاحش للأسعار التي لامست حدود تعجيزية جعلت عديد المواطنين يطلقون صيحات فزع حقيقية هذه المرة بعد أن «وقفت الزنقة بالهارب» على حد تعبير احد هؤلاء المواطنين.
فالغلاء طال كلّ شيء تقريبا انطلاقا من ابسط المواد الغذائية اليومية وصولا إلى الملابس ومواد البناء وحتى فواتير الماء والكهرباء والهاتف أصبحت بدورها شريكا فاعلا في إثقال كاهل المواطن مما جعل العديد من الموظفين من أصحاب الدخل المتوسط يغرقون في الديون ولم يعد المرتب قادرا على تغطية كامل المصاريف. حيث أكد المواطن محمد بن علية أن الطبقة الوسطى في مجتمعنا متجهة نحو الاندثار ان لم تكن اندثرت فعلا بينما الأسعار تلهب يوما بعد يوم في ظل تفاقم الاحتكار والمضاربة والانفلات التجاري الذي طال كل المحلات العامة والخاصة وزحف حتى على الأسواق الأسبوعية ملاذ» الزواولة» وضعاف الحال ليبقى المواطن وحيدا يصارع بمفرده ولا احد يحمل معه أذن القفة. و من ناحيته أكد الشاب بسام أن القفة أصبحت في خبر كان خصوصا للمواطن العادي ذي الدخل المتوسط اما العاطل فحدث ولا حرج فحتى الأسواق الموازية التي كانت توفر هامشا من الحلول المؤقتة صارت بدورها لا تطال. إذ أن «قفة « فيها اللحوم بأنواعها أصبح ضربا من ضروب المستحيل والسمك الأزرق الذي كان بالأمس حلا بديلا صار اليوم مستحيلا أيضا حيث وصل الكلغ الواحد من السردين يوم السوق الأسبوعية إلى 3 دنانير. هذا دون الحديث عن سعر الخضر والغلال. وفي نفس السياق تقريبا ذكر السيد محمد بن عبودة أن لا حديث في الشارع الآن إلا عن غلاء الأسعار التي دخلت في نسق تصاعدي وسريع. مضيفا ان قفة «الزوالي صارت موضوع الساعة لما يجابهه المواطن العادي من غلاء فاحش في الأسعار بجميع أنواعها.
وعن الأسباب قال محدثنا ان التهريب يبقى العامل الأبرز الذي شمل المنتوجات الفلاحية والمواد الغذائية المدعمة وحتى المنتوجات الصناعية. أما العامل الثاني فهو الاحتكار الذي افرغ السوق من أغلب المواد الاستهلاكية خصوصا كالبطاطا والحليب وقوارير الغاز الطبيعي. أما العامل الثالث حسب محدثنا فهو تراجع الإنتاج مقابل ارتفاع الطلب ليبقى المواطن بين توفير حاجياته وبين ارتفاع ثمنها مما يذكرنا بقول الشاعر حسين الجزيري «كيف السبيل لذي الصندوق والجيب مخروم من الإفلاس» لكل ذلك لا بد من الضرب بقوة على يد المهربين والمحتكرين ولا بد من التشجيع على الإنتاج.