ما حدث في بعض المعاهد تقليعة شبابية... شباب « فلقط» تمرد على جلاديه.....تمرد لانه لم يجد محاورا جديا... تمرد لانه غير مؤطر... تمرد لانه يعيش قحطا ثقافيا... تمرد لان علاقته بالكتاب مثل.... علاقتي بالذرة... حدث هذا ويحدث وسيحدث ... اين من يطلقون على انفسهم صفة علماء الاجتماع ؟ اين وزير الثقافة المهدي غير المنتظر ؟ اين هياكل وزارة الثقافة التي اكتفت بدور العرابني الذي يقدم حفلة هنا وهناك او يوفر فضاء معتقدة انها قامت بواجبها بشكل كامل... ماذا جنينا من مهرجان قرطاج سوى استنزاف 4 مليارات تكفي لتمويل 10 الاف ناد للسينما والمسرح ؟ الوزير « بطم طميمه » كما وصف نفسه في احدى الندوات الصحفية لم يتفطن ان المشكل اليوم يكمن في غياب برنامج لوزارة الثقافة التي تحتاج اطارات تقطع مع المنظومة القديمة التي ما زال الوزير يعمل وفقها ... الضوء الاحمر لاح وصرخ : حان وقت التدارك... الشباب يريد حوارا جديا... الشباب يعيش خواء روحيا... حاوروهم ولا تحاكموهم ... ناقشوهم ولا تشنقوهم... سؤال اخير لماذا لا يحدث هذا « الانفلات» مع الشباب المؤدلج يمينا ويسارا... والطريف ان بعض « الرقاصات» انبرين للحديث عما يحدث وفق عقلية ساذجة وكان العملية هي صورة راقصة وليست ظاهرة عميقة تخفي قضية جيل تائه حائر مهمش ضاع دمه بين الجميع وخاصة وزارة الثقافة والتربية. وزاد فهم الوزير لما يحدث بتلك السذاجة في تأزيم الامر وتلقفته بعض « الاطراف» ( كم تعجبني هذه الكلمة وكم هي فضفاضة ) لتزايد على الموجود وتحيد بالموضوع عن اطاره لتوظيفه في معركة الشباب وقودها... الضجة في تقديري مفتعلة ومبالغ فيها وتخفي توظيفا سياسيا... انقلب على الساحر... غيبت القضايا الكبرى... وصار الرقص قضية وطنية في الوقت الذي ترقص فيه الاسعار... «الرقص في السلعة» (والكلام للصاحب بن عباد في «محيطه» أعني «محيط اللغة») هو الارتفاع والانخفاض... وأرقص القوم في سيرهم ارتفعوا وانخفضوا... فهل يجوز القول: «فلان يرقص في كلامه... أي «يهز وينفض» مثلي! اعذروني...