أشارت تقارير أمنية حول أحداث ساحة محمد علي التي جدت يوم 5 ديسمبر 2012 إلى تواجد عدد من أتباع رابطات حماية الثورة والبعض من أتباع حركة النهضة بالانهج المجاورة لساحة محمد علي. علمت « الشروق» من مصادر متطابقة أن تقارير وزارة الداخلية حول الاحداث المسجلة بساحة محمد علي وساحة القصبة بالعاصمة يوم 5 ديسمبر بمناسبة احياء ذكرى استشهاد الزعيم فرحات حشاد ، قد سجلت « تواجد عدد من أتباع رابطات حماية الثورة والبعض من أتباع حركة النهضة بالأنهج المجاورة لساحة محمد علي وذلك بداية من الساعة منتصف النهار و40 دقيقة»، وفق ما جاء في نص التقرير . وجاء ذلك بعد أن تجمع في البداية حوالي 150 نفرا أغلبهم من النقابيين من بينهم حوالي 20 من شباب الجبهة الشعبية بالساحة المذكورة .
و أضاف التقرير الأمني الذي استعانت به لجنة التقصي في الاحداث المذكورة أنه بداية من الساعة الواحدة و15 دقيقة من ذلك اليوم، « تعمد حوالي 200 شخص من المواطنين اقتحام ساحة محمد علي وتمزيق اللافتات التي كان شباب الجبهة الشعبية يرفعونها مرددين شعارات الشعب يريد تطهير الاتحاد ، ديقاج ديقاج ، يا حشاد يا حشاد الاتحاد باع البلاد « ، إلى غير ذلك من الشعارات . وقد ارتفع العدد بعد ذلك إلى حوالي 350 نفرا مقابل تسجيل وجود 400 نقابي وحصلت مناوشات بين الطرفين بداية من الساعة الواحدة و30 دقيقة .
وبداية من الساعة الثانية ظهرا ارتفع عدد الحاضرين بساحة محمد علي حسب التقرير إلى « 1000 نفر من بينهم 500 نفر من المواطنين ومن اتباع رابطات حماية الثورة ..» .
وبعد ذلك سجل التقرير الامني تعرض حفيظ حفيظ عضو المنظمة الشغيلة إلى الاعتداء بالعنف على مستوى العين مع تسجيل 10 جرحى في صفوف النقابيين . وفي الأثناء اتصل حسين العباسي الامين العام للاتحاد بالامن وطلب التدخل وذلك في حدود الساعة الثانية و15 دقيقة . واثر ذلك تراجع أتباع رابطات حماية الثورة إلى نهج منجي سليم ، وسجل في الأثناء تجمع موالين لهم بساحة الحكومة بالقصبة ( حوالي 300 نفر حسب التقرير ) .
وفي حدود الساعة الرابعة إلا الربع انطلقت مسيرة من ساحة محمد علي باتجاه القصبة حيث ضريح فرحات حشاد بمشاركة حوالي 2500 نفر من أتباع اتحاد الشغل وبتأمين من عدد كبير من رجال الامن . وبوصولهم حصلت مناوشات بينهم وبين حوالي 700 نفر من أتباع رابطات حماية الثورة وأتباع حركة النهضة . وقد تولت قوات الامن الفصل بينهما بحاجز أمني . وتواصلت المناوشات إلى حدود الساعة الخامسة و20 دقيقة عندما تفرق المشاركون في المسيرة وغادروا القصبة . وسجل التقرير تعرض 23 نقابيا و3 من أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل لاصابات مختلفة وتم نقلهم على متن سيارات الاسعاف إلى المستشفى .
و أشار التقرير الامني إلى أنه « سبق التظاهرة المذكورة انعقاد جلسات امنية تم بموجبها ضبط خطة أمنية محكمة لمواكبة الحدث المذكور حيث تم تركيز وحدات امنية على مستوى ساحة النصر بالعاصمة بالمحيط القريب من ساحة محمد علي وهو ما يفسر سرعة التدخل الامني في معالجة أي طارئ».