تجربته السياسية وصعوده الصاروخي بعد الانتخابات، حصيلتهما حصاد هزيل وفشل ذريع، وأكثر من ذلك اتهام بات محل إجماع بالانتهازية. ابو يعرب المرزوقي الذي لم تكن له أنشطة سياسية قبل الثورة رغم محاولاته التقرب من النظام السابق، اندفع بقوة في غمار السياسة، بترؤسه قائمة نهضوية ثم بدخوله المفاجئ الحكومة برتبة وزير مستشار لم يسجل له أي نشاط يذكر، عدا تلويحه بالاستقالة منذ أسابيع، واستقالته من الحكومة المستقيلة ومن المجلس التاسيسي بعد تأكده من البقاء خارج فريق علي لعريض. المرزوقي تصور ان مكانته العلمية، ودوره كمثقف حداثي، لا مجال للاستغناء عنه، من طرف الإسلاميين بعد وصولهم للحكم، ولكن يبدو انه بالغ كثيرا في تصوراته، وخاصة بالنظر الى مردوده الضعيف، سواء في المطارحات بين العلمانيين والاسلاميين او في المطبات التي واجهت تجربة الترويكا في الحكم، ولم يسجل لابي يعرب فيها أكثر من المواقف الحماسية، الهادفة لاستمالة شباب الثورة، والظهور بمظهر السد المنيع أمام قوى الثورة المضادة. ابو يعرب المرزوقي كان غائبا تماماً بصفته الوزارية او النيابية في التسويق معرفيا وثقافيا للثورة، وما يواجهها من تحديات، ولم يظهر أي اهتمام يذكر بالتعريف بمقومات التعايش بين العلمانيين والاسلاميين وهو عماد الانتقال الديمقراطي وغاية الترويكا، وفشل أكثر في عقلنة أسباب خروجه من الحكم، مختزلا إياه في رسالة وداع هي أقرب للتشفي او إعلان الاستعداد لمغامرة سياسية جديدة في الجبهة المقابلة للنهضة، أكثر منها شيئا آخر.