أوردت مصادر ديبلوماسية أوروبية أن هناك اقتراحا يقضي بتوفير ملجإ آمن للرئيس بشار الأسد وكبار القادة الأمنيين السوريين في الجزائر فيما أكدت المعارضة السورية أن مصير الأسد لن يكون مهما في حال تحولت سوريا إلى جمهورية برلمانية. قالت مصادر دبلوماسية أوروبية، إن فرصة خروج الرئيس السوري بشار الأسد، من سوريا إلى بلد آخر كبداية لحل يُنهي الأزمة الراهنة مازال مطروحاً، وأشارت إلى أن أفكاراً طُرحت مؤخراً على الولاياتالمتحدةوروسيا والصين، بانتظار التفاوض والنقاش تقضي بخروج الأسد مع عدد كبير من رموز نظامه إلى الدولة المقترحة والتي هي الجزائر.
مقترح قديم متجدد
وأوضحت مصادر رفيعة المستوى التي طلبت عدم ذكر اسمها لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، أن الخطة التي طُرحت على الدول الكبرى تستند إلى مغادرة الأسد، ومعه المئات من كبار رموز نظامه إلى بلد آخر، دون إعلان عن استقالته أو تنحيه، لتبدأ فوراً بعدها المرحلة الانتقالية برعاية وإشراف دولي. وأشارت إلى أن دولاً عربية وإيران على علم بهذا الاقتراح، وقالت «إن الجزائر هي الدولة المُقترحة لخروجه»، وأضافت «المهم في الأمر أن هذه الأفكار مطروحة على طاولة الدول الكبرى، وربما تحصل على موافقة روسيا مع بعض التعديل» حسب زعمها .
وبرأي هذه المصادر، فإن الأسد سيمكث في الجزائر من سنتين إلى ثلاث سنوات دون أن يُعلن عن استقالته رسمياً، وأن الأمر متروك للحكومة الانتقالية لتقرر مراحل المرحلة المقبلة.
ويرى بعض المراقبين أن الولاياتالمتحدةوروسيا، متفقتان على غالبية النقاط بشأن حل الأزمة السورية، لكن الخلاف مازال قائما حول مصير الأسد ورموز نظامه وكبار مساعديه، حيث تصر دول غربية وعربية وقوى في المعارضة، على ضرورة تنحيه وكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين، فيما ترفض روسيا هذا المبدأ وترى أن المفاوضات يجب أن تبدأ «بدون شروط» بين النظام الحاكم والمعارضة.
وأثارت استضافة الجزائر لأفراد من عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، لدواع إنسانية، ردود فعل غاضبة من طرف المعارضة الليبية التي اتهمت الجزائر بالتواطؤ مع العقيد معمر القذافي، ضد المعارضة الليبية، وعمّقت القضية حينها الخلافات بين الجزائر والمجلس الانتقالي الليبي.
جمهورية برلمانية
في الأثناء, أكد هيثم المناع عضو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة لدى وصوله الى موسكو الليلة قبل الماضية ان ظروف اطلاق الحوار بين نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة لم تتوفر بعد.
وقال المناع في حديث لوكالة الأنباء الروسية إيتار- تاس «لم يتم خلق ظروف لإطلاق الحوار بين الحكومة والمعارضة بعد». وأضاف «من المستحيل الآن إحراز أي تقدم نحو وقف العنف، والبحث عن حل سياسي يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية». وأوضح ان «وفد المعارضة السورية هذه المرة أتى إلى موسكو بأفكار جديدة حول حل سياسي محتمل».
واعتبر ردا على سؤال عن مصير بشار الأسد انه «إذا تشكلت في سوريا جمهورية برلمانية، لن تكون لمسألة بقاء أو رحيل بشار الأسد أية أهمية على الإطلاق». واوضح المناع انه سيلتقي يوم الاثنين كبار مسؤولي وزارة الخارجية الروسية، وعلى راسهم الوزير سيرغي لافروف، لبحث «آخر تطورات الوضع في سوريا». وتضم هيئة التنسيق عددًا من معارضي الداخل بشكل خاص، وهي لا تنضوي في اطار الائتلاف الوطني السوري التشكيل الاوسع للمعارضة، الذي يحظى باعتراف واسع في العالم، بخلاف هيئة التنسيق.